عقد حزب العدالة والتنمية اجتماعا للأمانة العامة، اول أمس الثلاثاء 26 ذو الحجة 1443هـ الموافق لـ 26 يوليو 2022م، بالمقر المركزيللحزب بالرباط، برئاسة الأمين العام للحزب عبد الاله ابن كيران ، وقد استمعت في البداية لكلمة الأمين التي ذكر فيها بأهم المجرياتوالمواقف السياسية التي ميزت المرحلة التي تلت الاجتماع السابق للأمانة العامة، ولاسيما تلك المتعلقة بالانتخابات الجزئية الأخيرة التيشارك فيها الحزب بكل من مكناس والحسيمة.
وبعد الاستماع إلى تقرير مفصل عن سير هذه الانتخابات وما شابها من خروقات وتجاوزات، والوقوف على ما جاء في بلاغ وزارة الداخليةالصادر يوم الاثنين 25 يونيو من عبارات قدحية واتهامات خطيرة في حق الحزب في ردها على كلمة الأمين العام للحزب عبد الاله ابن كيرانبخصوص الخروقات التي شابت الانتخابات الجزئية بكل من مكناس والحسيمة، وبعد نقاش جاد ومسؤول أكدت الأمانة العامة حسب بلاغاجتماع الأمانة العامة للحزب على المواقف التالية:
– تذكر الأمانة العامة بأن أهداف الحزب من المساهمة في مختلف المحطات السياسية والانتخابية تنطلق من إيمانه الراسخ بضرورةالمشاركة الإيجابية في شؤون الوطن وإيمانه الصادق بالاختيار الديمقراطي كثابت دستوري وبالانتخابات الحرة والنزيهة والتنافس الشريفبما يمكن المواطنين من التعبير عن إرادتهم الحرة ويعزز مشاركتهم في الشأن العام وانخراطهم في قضايا الوطن وثقتهم في وطنهمومؤسساتهم ومن باب القيام بواجبه الدستوري اتجاه الوطن والمواطنين عبر اتخاذه للمواقف اللازمة بما يعزز الثقة والاستقرار وينتج التنميةويكرس العدالة الاجتماعية.
تعتز الأمانة العامة بنتائج الحزب في هذه الانتخابات الجزئية والتي حققت كل الأهداف التي سطرتها الأمانة العامة لهذه المشاركة والمتمثلةفي رفع منسوب النضالية والتعبئة لدى مناضلي الحزب والمساهمة في تنشيط الحياة السياسية ومحاربة العزوف الانتخابي واليأسوالإحباط لدى المواطنين، كما تعتز بتصدر الحزب للانتخابات على مستوى المجال الحضري بالدائرة النيابية بمكناس وتنوه بهذه المناسبةبالنضالية الكبيرة التي أبان عنها مناضلو الحزب بكل من مكناس والحسيمة وبالحملة الانتخابية الشريفة والحماسية التي قادوهاوبتواصلهم الكثيف مع المواطنين في غياب تام لباقي المنافسين.
– كما سجلت الأمانة العامة بكل أسف أن الانتخابات الجزئية في كل من الحسيمة ومكناس شابتها العديد من الخروقات التي من شأنهاالمس بسلامة العملية الانتخابية، والتي وصلت إلى درجة الوقوع في شبهة إغراق مكاتب التصويت بجماعة الدخيسة بمكناس بآلاف بطائقالتصويت لناخبين لم يدلوا بأصواتهم، وهو ما أفرز نسبة مشاركة عالية غير منطقية ومثيرة للاستغراب فاقت 72% وانفردت بها هذه الجماعةدون غيرها، مع العلم أن نسبة المشاركة العامة لم تبلغ سوى 7,6% على مستوى مجموع الدائرة النيابة بمكناس، وكذا بحصول حزب لميكلف نفسه عناء القيام بحملة انتخابية – وهو يصرح ويفتخر بذلك علانية – على أكثر من 96% من الأصوات في هذه الجماعة، وهو لغزيحتاج إلى تحقيق جدي ومسؤول وتفسير عقلاني وإلا سنكون أمام تدخلات فجة من طرف ممثلي السلطة الساهرة على تنظيم الانتخابات
تستوجب المساءلة والمحاسبة وتقتضي ربط المسؤولية بالمحاسبة، وهي معطيات يمكن التأكد منها بمراجعة كاميرات التصوير المثبتة فيالمؤسسات التعليمية المحتضنة لمراكز التصويت، والقيام بالتحريات الإدارية اللازمة عوض التسرع.
– كما عبرت الأمانة العامة عن قلقها من نسبة المشاركة الضعيفة جدا التي سجلت في الانتخابات الجزئية الأخيرة، وهو ما يستدعي النقاشالجدي والعميق واتخاذ المبادرات من طرف مختلف الفاعلين لمعالجة أسباب عزوف المواطنين والمواطنات عن المشاركة السياسية التي تبقىالضمانة الأساسية لترسيخ الخيار الديموقراطي والاستقرار ببلادنا.
– وأكدت الأمانة العامة انه كان أولى بوزارة الداخلية أن تشكر حزب العدالة والتنمية الذي ظل صامدا في الميدان، مشاركا في العمليةالانتخابية بقواعدها الديمقراطية المتعارف عليها ترشيحا للكفاءات وتأطيرا وتواصلا ميدانيا بما يضفي الجدية والشرعية على معنى التنافسالسياسي، في الوقت الذي تتشدق فيه بعض الكائنات السياسية بعدم المشاركة في الحملة الانتخابية أصلا.
– في حين أنه كان أولى بوزارة الداخلية بصفتها الجهاز المشرف على الانتخابات، بدل تضييع وقتها في تدبيج بلاغات غير مسؤولةومرفوضة لمهاجمة حزب سياسي وطني ومحترم، كان عليها الانتباه إلى التدهور الكبير لنسبة المشاركة الانتخابية علما أنها المرآة الحقيقيةلمشروعية التمثيل الانتخابي الذي اتهمت الوزارة حزب العدالة والتنمية بتبخيسها، كما عليها أن تعلم أن إغراق الصناديق بأصوات غيرحقيقية كما حدث بشكل فضائحي مثبت في جماعة الدخيسة بمكناس لا يمكنه أن يغطي فظاعة عزوف الناخبين غير المسبوق عن التصويتالذي يبقى نتيجة طبيعية لاختيار قتل السياسة وتبخيس معانيها وإضعاف البنية الحزبية وتمييع المشاركة السياسية والعملية الانتخابية.
وصرحت الأمانة العامة عن رفضها المطلق لما صدر في بلاغ وزارة الداخلية من عبارات قدحية واتهامات خطيرة تجاه حزب وطني ومسؤولساهم ويساهم من موقعه الحزبي والحكومي وعلى مستوى الجماعات الترابية في تعزيز البناء الديموقراطي ببلادنا وقدم نموذجا جديداومشرفا في تسيير الشأن العام والولاء للوطن والقيام بالواجب، في الوقت الذي كان ينتظر منها ان تفتح تحقيقا في الخروقات التي تمرصدها وتوثيقها وتجيب الرأي العام في حدود اختصاصها كجهة إدارية مكلفة في إطار القانون على الإشراف الإداري والتقني علىالانتخابات.
– واعتبرت الامانة العامة للحزب أن رجوع بلاغ وزارة الداخلية للحديث عن استحقاقات 8 شتنبر بقاموس يمتح من قاموس الخصومةالسياسية بعيدا عن واجب الحياد وفي نطاق الاكتفاء بالتحقيق والتوضيح بخصوص ما عرفته الانتخابات الجزئية ليؤكد ما عبرت عنهمؤسسات الحزب من رفض لنتائج هذه الانتخابات ولكل أشكال إفساد العملية الانتخابية والإرادة الشعبية.
– ويشار ان الامانة العامة دعت وزارة الداخلية إلى الالتزام بالحياد وبدورها الذي يحدده القانون وعدم تجاوزه لممارسة أدوار الأحزابالسياسية، وذلك في حدود كونها سلطة مكلفة بالإشراف الاداري والتقني على الانتخابات، وفقا لأحكام الدستور والقوانين المنظمةالانتخابات، وليست طرفا سياسيا يتبنى مواقف سياسية في مواجهة الأحزاب وصلت حد الانزلاق نحو تقييم الخط والخطاب السياسيللحزب والتشكيك في نواياه ضدا على المكتسبات الديموقراطية لبلادنا وفي تجاهل لمكانة الحزب وللأدوار الوطنية المقدرة التي قام ويقوم بهاالحزب من مختلف المواقع وفي مختلف المحطات.
– وتبنت الأمانة العامة بشكل كامل و كبير مضامين كلمة الأمين العام بخصوص الخروقات والتجاوزات التي سجلت في الانتخابات الجزئيةالتي جرت بكل من مكناس والحسيمة وكذا الكلمة التي ألقاها في معرض رده على بلاغ وزارة الداخلية الذي اتهم حزب العدالة والتنميةوأمينه العام بمجموعة من الاتهامات الباطلة وتستغرب لتسرع وزارة الداخلية في إنكار تصرفات يشتبه في صدورها عن بعض رجال السلطة،وهو ما كان يستوجب فتح تحقيق مستعجل من طرف مصالحها المركزية للتأكد من الادعاءات الموثقة في حق مسؤولين ترابيين درج بعضهمعلى التحالف مع بعض الأعيان للتلاعب بإرادة الناخبين.
وتؤكد الأمانة العامة على حق الحزب وقياداته ومناضليه في التعبير عن رأيهم وتسجيل ملاحظاتهم حول الظروف التي مرت فيها العمليةالانتخابية، وتعتبر أن من واجبها التنبيه للاختلالات التي تعرفها المنظومة الانتخابية، وترفض الأمانة العامة أسلوب تكميم الأفواه التي يريدالبعض أن يدخل فيه الاحزاب السياسية، وتعتبر أن من وظائف الحزب الذي يحترم نفسه أن يتواصل مع مناضليه ومع المواطنين بلغةسياسية مسؤولة تحذر من المخاطر التي تهدد تجربتنا الديموقراطية الفتية، والمطالبة بالإصلاحات الضرورية لترسيخها، وعلى رأسها إصلاحالمنظومة الانتخابية التي أصبحت لقمة سائغة أمام المال السياسي والحياد السلبي للإدارة، حتى أصبحنا نسمع قيادات حزبية تفتخربنجاحها في الانتخابات دون أن تشارك في الحملات الانتخابية.
– من جهة أخرى، توقفت الأمانة العامة عند دلالات الحملة الرقمية ضد رئيس الحكومة والسياسات الحكومية المعتمدة، لا سيما في قطاعالمحروقات، والتي لاقت تجاوبا من شرائح واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أرض الواقع، وهو ما يشكل مؤشرا إضافيا على عدمالرضى عن أداء حكومة 8 شتنبر بعد أقل من سنة من تنصيبها، وعجزها عن التواصل السياسي المسؤول وتخلفها عن إبداع حلول مناسبةلمعالجة تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات، وغلاء المعيشة، وغيرها من المشاكل التي يكتوي بنارها المواطن البسيط.
– وطالبت الأمانة العامة الحكومة في هذا الإطار، باتخاذ تدابير ملموسة ومستعجلة، من شأنها التخفيف من مختلف هذه التداعياتوالمحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين والاستجابة لانتظاراتهم المشروعة.
– ويذكر ان الأمانة العامة صرحت على ان عزوف المغاربة عن التصويت هو جواب على اختيار الحكومة والحزب الذي يقودها في الاستهانةوتبخيس احتجاجات المواطنين وتذمرهم من موجة الغلاء غير المسبوقة التي تسبب فيها منطق الاحتكار وتضارب المصالح وسلوك الجشعوالافتراس والجمع بين المال والسلطة.
– كما توقفت الأمانة العامة عند الانزلاق والانحياز الخطير الذي وقعت فيه وكالة المغرب العربي للأنباء وانحرافها البليغ عن المهام الإخباريةالمحددة لها بالقانون باعتبارها وكالة أخبار رسمية، وتقمصها لوظيفة التهجم على الحملة الشعبية التي تستهدف تخفيض أسعار المحروقات،وتطالب برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وذلك من خلال مقال تجاوزت فيه أخلاقيات المهنة وكالت مجموعة من الاتهامات المجانيةوالمتحيزة للمعارضة السياسية، وهو ما يطرح مرة أخرى مخاوف حقيقية حول الانحدار الذي يعيشه الإعلام الوطني وانحراف عدد منالمؤسسات الإعلامية عن وظائفها النبيلة، ويستدعي من الجهات التي يهمها الأمر التدخل لاحترام القانون خصوصا بعد تغول المالالسياسي وامتداداته المؤثرة على الصحافة والإعلام.
– وحسب البلاغ نفسه أكدت الأمانة العامة أن الحزب سيواصل القيام بواجبه في الصدع بالحق والتعبير عن موافقه بكل حرية ومسؤوليةبما يعزز المكتسبات الديمقراطية لبلادنا ويرسخ الاختيار الديمقراطي والانتخابات الحرة والنزيهة التي تحترم إرادة المواطنين بما يعزز ثقتهمفي وطنهم ويدعم الاستقرار ويعلي مكانة المغرب ويكرس تميزه.