أكد المغرب أمس الأربعاء في نيويورك،21 شتنبر على ضرورة تعزيز دور الوساطة في منع نشوب الصراعات الإنسانية والتخفيف من حدتها، وتحسين ظروف عيش السكان المدنيين في مناطق النزاع.
وفي هذا الصدد، ذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في مداخلة خلال الاجتماع الوزاري الـ12 لمجموعة أصدقاء الوساطة التابعة للأمم المتحدة، بأن المملكة قادت وساطة مباشرة، تحت إشراف شخصي من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مع الولايات المتحدة الأمريكية، توجت بالاتفاق على الفتح الدائم لجسر ألنبي (جسر الملك حسين) الذي يربط الضفة الغربية بالأردن.
وأضاف الوزير، خلال هذا الاجتماع الذي انعقد على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المغرب يظل ملتزما بالدور المركزي للأمم المتحدة في ضمان السلم والأمن الدوليين.
وسجل أنه في السياق الدولي الحالي، وعلى ضوء تفشي النزاعات في العلاقات الدولية، “تظل الوساطة إحدى أهم الأدوات المتاحة لنا لمنع النزاعات وحلها”.
وأضاف السيد بوريطة أن الوساطة، عندما يتم اعتمادها لمنع نشوب الصراعات، تكون مفيدة جدا في منع الأزمات الإنسانية المركبة والتخفيف من حدتها.
وفي إشارة إلى أن الهدف الأسمى لأي عملية وساطة هو التوصل إلى حلول سياسية للنزاعات قابلة للتطبيق، أشار الوزير إلى أنه وعلى الرغم من أن الوساطة يمكن أن تكون مفيدة في حل أزمات إنسانية محددة في سياق النزاعات الكبرى، إلا أنه “يجب أن نأخذ في الحسبان الآثار الضارة المترتبة عن تكاثر المبادرات بشأن آفاق حل النزاعات”.
وبالتالي، يوضح الوزير، فإن التركيز يجب أن ينصب على إشراك الأطراف المعنية بالنزاع للسعي إلى تسوية سياسية نهائية ومحاسبتها إذا فشلت في ذلك، مضيفا “هذا سيمهد الطريق لإعادة البناء بعد النزاع”.
وأكد الوزير أن ضمان نجاح الوساطة وتخفيف الأزمات الإنسانية المركبة يشكل تقسيما ناجعا للعمل بين وسطاء الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، فضل عن فصل واضح بين المسارين السياسي والإنساني.
وفي هذا الصدد، أكد السيد بوريطة أن عمليات حفظ السلام، على وجه الخصوص، يمكن أن تكون أكثر ملاءمة لهذه الغاية.
وذكر، في هذا السياق، بأن المغرب يؤكد مساعدات إنسانية مباشرة، في إطار مشاركته في عمليات حفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما شدد الوزير، خلال هذا الاجتماع الذي دعت إليه تركيا وفنلندا، على أن المغرب مستعد لمواصلة العمل مع الدول التي تتقاسم المنظور ذاته لجعل الوساطة أداة أكثر فاعلية في منع النزاعات وحلها، والذي بدوره سيوفر ظروفا ملائمة للسلام، والأمن والتنمية.
ويعتبر المغرب عضوا في مجموعة أصدقاء الوساطة التابعة للأمم المتحدة، والتي تم إنشاؤها في 24 شتنبر 2010 لتعزيز استخدام الوساطة في التسوية السلمية للنزاعات، ومنع نشوب النزاعات وحلها.