ماجد الشلخة – ديما تيفي
يشغل ملف فتح المعابر الحدودية بين مدينة الناظور و مليلية المحتلة ، الرأي العام المحلي بالمدينتين ، حيث أنه بدأ هذا المشكل منذ ظهور جائحة كوفيد 19 سنة 2019 ، بعدها بشهور بسنة 2020 يقرر المغرب إغلاق الحدود البرية بمعبر بني انصار المحادي لمعبر مليلية المحتلة ، و هذا الاجراء جاء ضمن الاجراءات الاحترازية و الاستباقية للتصدي لتفشي الجائحة ، التي اتخذتها السلطات المغربية .
و شكلت عودة الدفء للعلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية ، بعد الاعتراف التاريخي الإسباني لحكومة سانشيز بمغربية الصحراء و ما رافقها من اجتماعات ثنائية ، راهن الكثير فعاليات المجتمع المدني ، أن يواكب هذا التحول تسريع معالجة الكثير من الملفات و القضايا الخلافية ، من بينهم أزمة المعابر الحدودية ، و إنشاء معابر جمركية محلية على مستوى معبر مليلية ، هذا الاجراء سيشكل بديل و حل للتهريب المعيشي ، الذي كان يسيئ لصورة المدينتين ، بسبب الظروف الغير الإنسانية و الحاطة بكرامة ممتهني نشاط التهريب المعيشي .
في منتصف ليلة الاثنين و الثلاثاء 17 ماي2022 .. تقرر فتح معبر بني انصار رسميا و استئناف حركة المرور بين الجانبين الحدوديين باتجاه مدينة مليلية تدريجيا، المرحلة الأولى تقرر السماح للأشخاص الحاملين للإقامة أو الجنسية الإسبانية أو التأشيرة ، فيما العمال الذين كانوا يشتغلون بالمدينة المحتلة فقط يمكنهم تقديم تصريح العمل للمرور.
على عكس تطلعات ساكنة المدينتين ، لم يتحقق أي تغيير بعد فتح المعابر البرية وفق النظام المؤقت الجديد ، الذي قيد حركة المرور و تنقل السلع و الأشخاص ، فيما النظام القديم الذي كان يتمتع به ساكنة الناظور من امتياز المرور بدون تأشيرة ، إضافة لحركة تنقل السلع بسلاسة ، و تروج بعض الأخبار الشبه الرسمية من الجانبين من الحدود ، عن اقتراب موعد فتح شامل وفق النظام القديم ، الذين إن تحقق سيساهم في إعادة الحياة و الأمل لساكنة المدينتين .
و لفهم و استجلاء هذا الغموض استضافت جريدة ” ديما تيفي ” الفنان الكبير السيد عبد العالي الرحماني ، و الذي يرأس جمعية موشي بنميمون للتراث اليهودي و ثقافة السلام ، بحكم قربه من بعض أصحاب القرار و بحكم أن ناشط جمعوي وفاعل بالمجتمع المدني ، و مواطن من ساكنة المدينة طاله تأثير اغلاق المعابر البرية .
س- إلى أي حد أثر اغلاق المعابر البرية للمدينتين الناظور و مليلية المحتلة على الوضعية الاقتصادية و النفسية و الاجتماعية لساكنة المدينتين ؟
ج- إغلاق حدود مليلية التجارية بين مليلية والناظور كان له تأثير واضح على الوضع الاقتصادي او الاجتماعي لمدينة الناظور ، حيث كان عدد كبير من الفئة النشيطة من السكان ، يمتهنون التهريب المعيشي لإعالة أنفسهم و ابنائهم ، و كان لقرار الإغلاق بسبب الجائحة تأثير كبير على الحالة الاجتماعية و النفسية للمواطنين الذين لا يجدون مصدر للدخل لدفع مصاريف الاكل والشرب ، زيادة على ذالك أعباء فواتير الكهرباء والماء وحتى دراسة ابنائهم.
و هذا الوضع الصعب جعل شريحة كبيرة من المواطنين يلجؤون للاقتراض او التسول او طلب المساعدات من العائلة أو الأصدقاء أو الجمعيات .
و كل هذا أثر سلبيا على نفسية عدد كبير من المواطنين والذين لجؤوا إلى الهجرة ، كحل أخير من أجل الخروج من دوامة اليأس و الازمة المالية ، و البحث عن فرص عمل و أفاق جديدة بالضفة الأوربية .
س- كما نعلم قامت السلطات بمدينة الناظور بانشاء بعض المشاريع و الورشات الصناعية ، استفاد منها الكثير من ممتهني التهريب المعيشي سابقا نساء و رجال ، إلى أي حد ستشكل هذه المشاريع بدائل فعالة لمحاربة البطالة و تأمين حياة كريمة لهذه الفئة ؟
قبل أن أجيبك عن السؤال ، يجب أن نعرف ان الحدود سيتم فتحها وسترجع الامور لحالتها الأولى لكن طبعا بعد مدة ليست بالقريبة ، وفي انتظار هذه المدة ستزداد المشاكل والضغوطات والازمات.
وأصلا الازمة ضربت كل القطاعات بالمدينتين الحدوديتين جراء استمرار اغلاق الحدود و توقف نشاط عبور السلع بين الجانبين ، مثلا بمدينة مليلية شل الاقتصاد التجاري و أقفلت الكثير من المحلات و المراكز التجارية أبوابها بسبب عدم تمكن الكثير من ساكنة مدينة الناظور من الدخول و التبضع مما كان ينعكس إيجابيا على اقتصاد المدينة المحتلة ، و كذالك هذا الانهيار الاقتصادي امتد إلى مدينة الناظور، الفرق الوحيد أن في مليلية تقوم حكومتها على تقديم مساعدات للتخفيف من أثر الازمة ، فيما العكس بمدينة الناظور لا شيء يذكر رغم الأزمة خانقة و موجة الغلاء لا نرى أي تحرك و لو خجول من المسؤولين و المكلفين بتدبير الشأن المحلي من مجالس جماعية و إقليمية ، للتخفيف من معاناة المواطنين.
حتى تلك المشاريع التي ذكرتها سيدي الكريم بسؤالك ، هي مشاريع أعتبرها مشاريع ترقيعية و ليست ذات جدوى للنهوض بالوضعية الاقتصادية و الاجتماعية لساكنة الناظور ، نحتاج شركات عملاقة توفر الاف من فرص الشغل و تخلق قيمة مضافة بالمجتمع و الاقتصاد و الوطني ككل وليس مشاريع الكولف و الترف الاقتصادي .نحتاج خريطة طريق استباقية تخرج المنطقة من الأزمة قبل حدوث الكارثة.
# المعابر _ الحدودية _ مليلة المحتلة _ الناظور
# مدينة الناظور
# مدينة مليلة المحتلة