الاعلام العربي و ازدواجية الخطاب … الانجاز عربي و الاخفاق مغربي
ماجد الشلخة _ ديما تيفي
أظهرت لنا منافسة الكأس العالم الاخيرتين واقع الاعلام العربي و كيفية تفاعله و تعاطيه مع نتائج الفرق لمنطقة شمال افريقيا ، يشار أن البطولتين الاولى الخاصة بالرجال التي أنيط تنظيمها لدولة قطر ، و الثانية الخاصة بالسيدات التي تم تنظيمهما شراكة بين دولتين استراليا و نيوزيلاندا.
أسالت النجاحات المغربية الرياضية ، الكثير من المداد بالساحة الاعلامية العربية ، خصوصا الانجاز الغير المسبوق للمنتخب المغربي لكرة القدم، الذي بصم على مشاركة استثنائية نهائيات كأس العالم قطر 2022 ، و التي قدم فيها عروض و ملاحم كروية بوصوله لدور النصف بنهائيات كأس العالم كأول منتخب عربي و افريقي يحقق هذا الانجاز ، جعلت كل الحناجر لشعوب الكثير من البلدان تصرخ و تشيد بحماسة و تشجيع قل لهما نظير ، لهذا الانجاز الذي يفرش الامل لكل فرق المغمورة ، بأن كل شيء ممكن و ليس هناك مستحيل ، شريطة التسلح بالعزيمة و الاصرار و القتالية ، من العمل على تحقيق الحلم.
و كما أسلفنا الذكر أن الانجاز المغربي بقدر ما كان ملهم للشعوب العربية ، إلا أن تفاعل الاعلام العربي تعامل بازدواجية يمكن أن نصنفها ، بالنفاق الاعلامي العربي ، حيت أنه يركب على النجاحات الرياضية المغربية و يلبسها ثوب العروبة من جهة، من جهة أخرى في حالة الاخفاق و الهزيمة ، تختفي العروبة من عناوين الوصف و يكتفون بالإشارة بعناوين عريضة إلى درجة الاستفزاز بتوظيف مصطلحات غير لائقة اخلاقيا و مهنيا تناقض اخلاقيات و الميثاق الشرف الصحفي الذي ينص على انتقاء المصطلحات بعناية حين صياغة المادة الاعلامية ، فيتم تصخيم الهزيمة و الاخفاق و تصير مغربية ،
و هذه الظاهرة الاعلامية العربية وجب الوقوف عندها ، لمحاولة فهم و تحليلها و تحليل العقلية للأغلبية الاعلاميين العرب ، و كيف ينظرون إلينا كشعوب بشمال إفريقيا ، حيث أنهم باختصار يعتبرون الأفراد بالدول الغير المتواجدة بشبه الجزيرة العربية ، عرب من درجة ثانية أو ثالثة و شعوب شبه الجزيرة هم العرب الأصليين ، و هذا واقع حيث أن القومية العربية فعليا وجودها منحصر بشبه الجزيرة ، و أغلبية الشعوب الأخرى في الواقع غير عربية ولها خصوصية عرقية خاصة بها ، فقط أن الامتداد للثقافة العربية ، و الغزو العربي لبلدانهم تحت ذريعة نشر الدين ، الذي نتج عنه عمليات طمس لتاريخهم و ثقافتهم .
كما أسلفنا الذكر أن الاعلام العربي يركب على موجة الانجازات للرياضيين و المنتخبات بشمال إفريقيا والشرق الاوسط ينسبها للعروبة ، أما الاخفاقات و الفشل تبقى فقط مسجلة باسم أصحابها و تختفي العروبة انذاك ، في ظاهرة عجيبة غريبة تكشف البنية النفسية السقيمة للإعلام العربي ، الذي يظهر وجه البشع في الرخاء و السراء و يختفي في الانكسار و الضراء