الاعلام العربي و ازدواجية الخطاب … الانجاز عربي و الاخفاق مغربي

14 أغسطس 2023آخر تحديث :
Doha, Qatar - December 6 : Morocco's head coach Walid Regragui is thrown in the air as Morocco players celebrate after winning the penalty shootout during a round 16 soccer game against Spain, at the Education City Stadium during the FIFA World Cup 2022, on Tuesday, Dec. 06, 2022 in Doha, Qatar. Morocco beat Spain 3-0 in penalties. (Photo by Jabin Botsford/The Washington Post via Getty Images)
الاعلام العربي و ازدواجية الخطاب … الانجاز عربي و الاخفاق مغربي

الاعلام العربي و ازدواجية الخطاب … الانجاز عربي و الاخفاق مغربي

ماجد الشلخة _ ديما تيفي

أظهرت لنا منافسة الكأس العالم الاخيرتين واقع الاعلام العربي و كيفية تفاعله و تعاطيه مع نتائج الفرق لمنطقة شمال افريقيا ، يشار أن البطولتين الاولى الخاصة بالرجال التي أنيط تنظيمها لدولة قطر ، و الثانية الخاصة بالسيدات التي تم تنظيمهما شراكة بين دولتين استراليا و نيوزيلاندا.

أسالت النجاحات المغربية الرياضية ، الكثير من المداد بالساحة الاعلامية العربية ، خصوصا الانجاز الغير المسبوق للمنتخب المغربي لكرة القدم، الذي بصم على مشاركة استثنائية نهائيات كأس العالم قطر 2022 ، و التي قدم فيها عروض و ملاحم كروية بوصوله لدور النصف بنهائيات كأس العالم كأول منتخب عربي و افريقي يحقق هذا الانجاز ، جعلت كل الحناجر لشعوب الكثير من البلدان تصرخ و تشيد بحماسة و تشجيع قل لهما نظير ، لهذا الانجاز الذي يفرش الامل لكل فرق المغمورة ، بأن كل شيء ممكن و ليس هناك مستحيل ، شريطة التسلح بالعزيمة و الاصرار و القتالية ، من العمل على تحقيق الحلم.

و كما أسلفنا الذكر أن الانجاز المغربي بقدر ما كان ملهم للشعوب العربية ، إلا أن تفاعل الاعلام العربي تعامل بازدواجية يمكن أن نصنفها ، بالنفاق الاعلامي العربي ، حيت أنه يركب على النجاحات الرياضية المغربية و يلبسها ثوب العروبة من جهة، من جهة أخرى في حالة الاخفاق و الهزيمة ، تختفي العروبة من عناوين الوصف و يكتفون بالإشارة بعناوين عريضة إلى درجة الاستفزاز بتوظيف مصطلحات غير لائقة اخلاقيا و مهنيا تناقض اخلاقيات و  الميثاق الشرف الصحفي الذي ينص على انتقاء المصطلحات بعناية حين صياغة المادة الاعلامية  ، فيتم  تصخيم الهزيمة و الاخفاق و تصير مغربية ،

و هذه الظاهرة الاعلامية العربية وجب الوقوف عندها ، لمحاولة فهم و تحليلها و تحليل العقلية للأغلبية الاعلاميين العرب ، و كيف ينظرون إلينا كشعوب بشمال إفريقيا ، حيث أنهم باختصار يعتبرون الأفراد بالدول الغير المتواجدة بشبه الجزيرة العربية ، عرب من درجة ثانية أو ثالثة و شعوب شبه الجزيرة هم العرب الأصليين ، و هذا واقع حيث أن القومية العربية فعليا وجودها منحصر بشبه الجزيرة ، و أغلبية الشعوب الأخرى في الواقع غير عربية ولها خصوصية عرقية خاصة بها ، فقط أن الامتداد للثقافة العربية ، و الغزو العربي لبلدانهم تحت ذريعة نشر الدين ، الذي نتج عنه عمليات طمس لتاريخهم و ثقافتهم .

كما أسلفنا الذكر أن الاعلام العربي يركب على موجة الانجازات للرياضيين و المنتخبات بشمال إفريقيا والشرق الاوسط ينسبها للعروبة ، أما الاخفاقات و الفشل تبقى فقط مسجلة باسم أصحابها و تختفي العروبة  انذاك ، في ظاهرة عجيبة غريبة تكشف البنية النفسية السقيمة للإعلام العربي ، الذي يظهر وجه البشع في الرخاء و السراء  و يختفي في الانكسار و الضراء

اترك رد

الاخبار العاجلة