زلزال المغرب … الشعب المغربي يرسم صورة مشرقة بالألوان الوحدة و التضامن
ماجد الشلخة _ ديما تيفي
حلت الفاجعة التي أصابت وطننا الحبيب و الذي هزت مشاعر الشعور الجماعي لكل المغاربة ، ف 9 سبتمبر 2023 ضرب زلزال بقوة 6,8 درجة على مقياس ريختر منطقة الحوز في المغرب مخلفا وراءه مآسي إنسانية كبيرة ، مخلفا بذالك أكثر من 2800 شخص قتيل ، و أكثر من 2500 جريح
، بينما نزح أكثر من 100 ألف شخص عن منازلهم ، بسبب الخوف و الهلع و كذالك بسبب انهيار أو تصدع منازلهم .
و على الفور تدخلت السلطات المغربية و جندت كل إمكانياتها للقيام بعمليات البحث و الاغاثة ، لانتشال و إنقاد الارواح من تحت الانقاض ، رغم وعورة المناطق و الطرق ، إلا أن عناصر الوقاية المدنية ، و قوات الجيش الملكي سخرت كل الاليات و الوسائل المتطورة للعمل على الوصول إلى المناطق البعيدة و الدواوير بأعالي جبال الأطلس ، بالاستعانة بالمروحيات و طائرات الدرون المتطورة .
كما أن رغم كثرة الطلبات التي توصلت بها الحكومة المغربية من بلدان عديدة التي أبدت الرغبة في إرسال فرق متخصصة للبحث و الاغاثة ، إلا أن السلطات المغربية ، استجابت فقط لأربع بلدان فقط نذكر الامارات العربية المتحدة و دولة قطر و إسبانيا و بريطانيا ، و السبب كما جاء غبر بيان الناطق الرسمي للحكومة المغربية و المعلن هو تنظيمي محض لكي يكون هناك تنسيق و تنظيم بين الفرق ، فيما كثرة الفرق من بلدان عدة ستعيق عمليات التنسيق و البحث و العشوائية ، من جهتم يرى بعض الخبراء أن قبول المساعدات بدون دراسة سيفقد البلد السيادة على عمليات البحث و أعطوا مثال على ذالك ، حينما ضرب الزلزال دولة تاهيتي حيث أن كثر فرق البحث و الاغاثة سلب السيادة و قيادة فرق البحث من هذا البلد الاخير .
وعلى الرغم من هذه المآسي، إلا أن المغاربة أظهروا صورة مشرقة لقيم التضامن و التآزر في وقت المحنة و الفاجعة ، حيث انطلقت حملة تضامن واسعة النطاق بجميع ربوع الوطن .
وشارك المغاربة في هذه الحملة بسخاء كبير، حيث تبرعوا بالمال والمواد الغذائية والملابس والأغطية و الكثير من المواد و اللاوازم الضرورية التي يحتاجها المتضررين من الزلزال
وقد تميزت هذه الحملة بروح التضامن القوية التي ظهرت بين مختلف فئات المجتمع المغربي، حيث تسابق الجميع على تقديم المساعدة للمتضررين من الزلزال.
ومن أبرز صور التضامن التي شهدتها الحملة، الصور العدية من شوارع المدن المغربية ، التي تعرف بعض نقاط تجميع المساعدات ، جماهير كبيرة من المواطنين الذين استجابوا لحملة التبرع ، بتقديمهم المساعدات كل فرد حسب امكانياته ، حتى امتلأت جنبات تلك النقط بمواد عديدة و مختلفة ، تجمع و تحمل عبر شاحنات النقل لتنطلق في قوافل كبيرة صوب المدن المتضررة ، في مشهد تختلط في روح الوطنية و الانسانية و الانتماء لهذه الأمة العريقة و العظيمة عبر التاريخ.
وقد ساهمت هذه المساعدات في تخفيف معاناة المتضررين من الزلزال نفسيا و ماديا ، حيث أن كل المغاربة من الشمال إلى الجنوب و من الغرب إلى الشرق ، عبروا عن حزنهم و تأثرهم بهذه الفاجعة ، و أن الزلزال لم يضرب منطقة الحوز ونواحيها فقط بل ضرب و حرك كل وجدان الشعب و أدمى جميع قلوب المغاربة .