انتشرت ظاهرة بيع لحوم الأضاحي من قبل المتسولين في بعض المدن المغربية الكبرى، مثل الدار البيضاء ومراكش، خلال عيد الأضحىالمبارك.
حيث يُقدم المتسولون على بيع اللحوم التي يحصلون عليها من التصدق بأسعار زهيدة، مستغلين حاجة بعض المستهلكين ورغبتهم في توفيرالمال.
إذ يُثير هذا السلوك تساؤلات فقهية حول جواز بيع لحم الأضاحي المتصدق به على الفقراء، حيث ذهبت أغلب الفتاوى في اتجاه ما ذهبإليه فقهاء وعلماء سابقون كالماوردي الذي أشار في كتابه “الحاوي الكبير” الى ان (بيع لحم الأضحية فلا يجوز في حق المضحي لقول اللهتعالى : فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير فنص على أكله وإطعامه ، فدل على تحريم بيعه…)، قبل أن يضيف (وأما الفقراء فعلى المضحيأن يدفع إليهم منها لحما ، ولا يدعوهم لأكله مطبوخا ، لأن حقهم في تملكه دون أكله ليصنعوا به ما أحبوا ، فإن دفعه إليهم مطبوخا لم يجزحتى يأخذوه نيئا ، كما لا يجوز أن تدفع إليهم زكاة الفطر مخبوزا ، فإذا أخذوه [ ص: 120 ] لحما جاز لهم بيعه كما يجوز لهم بيع ماأخذوه من الزكوات والكفارات ، وإن لم يجز للمزكي والمكفر بيعه…) فهذا اقرار من عالم كبير من علماء الشافعية بجواز بيع الفقير لما يحصلعليه من لحوم اضاحي…
أما من الناحية الصحية، يُحذر خبراء التغذية من مخاطر شراء لحوم الأضاحي من المتسولين، لعدم التأكد من سلامتها وظروف تخزينها.
والجدير بالذكر ان هذه الظاهرة تشكل استغلالًا لكرم المغاربة، وتُغلق الباب على وصول الصدقات من لحوم الأضاحي إلى مستحقيهاالحقيقيين من الفقراء والمحتاجين.
تحرير:شهد زياني