الكل يرسم صورة طوباوية عن أقسام الولادة بالمستفيات العمومية أو بالمصحات الخاصة، وما يجب أن تكون عليه. تلك الصورة ترى فيأقسام الولادة مكانا للرأفة والرحمة والأمان بالنسبة إلى النساء الحوامل. ولكن واقع الحال بالمغرب هو أن هذه الأقسام تتحول في غالبالأحيان إلى أماكن تهان فيها النساء الحوامل وتنتهك آدميتهن، وأماكن تحبل بشتى الغرائب والعجائب التي لا يمكن أن تخطر ببال إنسان: ابتزاز، إهانات وكلام نابي يحط من كرامة المرأة، و مناظر بشعة تقشعر لها الأبدان. الحكايات التي تروى عن تلك الأقسام لا تعد ولا تحصى. إذا وقعت هذه الأمور للمرأة الحامل فهي محظوظة، لأن أسوأ ما يمكن أن يحصل لها هو أن تدخل سليمة إلى تلك الأقسام، وتخرج منهاوهي محمولة على نعش. ولهذا يمكن أن ينطبق على هذه الأقسام المقولة الشهيرة «الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود».
و عن الحديث على أقسام الولادة لابد أن نستحضر هذا القسم بالمستشفى الحسني بمدينة الناظور ، و القصص الكثيرة التي تروى عنأحداث غريبة تهان فيها المرأة و هي في أشد الحاجة إلى الرأفة و الرحمة ، لتجد أن الأم تتعرض لإهانات و مضايقات لا لسبب ، سوى أنهاتنحدر من أسرة فقيرة و لا يمكنها دفع ما يسمى بـ (القهوة) القابلة التي تشرف على توليد السيدة.
و هنا عاشت زوجة ( ف م ) اليوم الأحد نفس المصير ، حيث تعرضت للإهانة بعد التوليد بسبب عدم دفع ما طلبته القابلة و اكتفاء الزوج بدفعمبلغ 100 درهم بسبب ظروفه المادية.
الزوج يصر متابعة القابلة قضائيا بسبب ما تعرضت له زوجته من إهانة ، و هي في أمس الحاجة إلى العطف و المواساة بعد ألم الولادةالتي خرجت منها للتو بصحة جيدة.
و رغم تكرار مثل هذه الممارسات ، لم تكلف مندوبة الصحة بالناظور نفسها عناء البحث و التحقيق في مثل هذه الحالات التي تعاش بشكليومي بالمستشفى الحسني لمدينة الناظور خصوصا قسم الأم الذي يجب أن يكون حضن لا يقل عن حضن الأمومة.