يَدُ الوالي ومطرقة القضاءِ تقَضِي على فَسادِ محترفي السياسة المنتخبين الكبار بفاس (التفاصيل الكاملة )

26 يونيو 2024آخر تحديث :
يَدُ الوالي ومطرقة القضاءِ تقَضِي على فَسادِ محترفي السياسة المنتخبين الكبار بفاس (التفاصيل الكاملة )
يَدُ الوالي ومطرقة القضاءِ تقَضِي على  فَسادِ محترفي السياسة المنتخبين الكبار بفاس (التفاصيل الكاملة )

في عزلتي كنت أتوق لفجر الغد الذي أرى فيه مدينة فاس باعتبارها حاضنتي وفؤادي، وكنت أمني النفس والهوى بملاقاتها، ووضعت فيمخيلتي أنها عبق وردة متفتحة، وأن نهضتها تجلت حديقة بهية، وبعد الانفراج ولجت فاس فأصابتني الرهبة والرعشة، وخيل لي في لحظةصدق مع النفس أنني أخطأت الطريق، وأنني ألج أحد الأحياء الهامشية في إحدى مدن ما قبل الثورة الصناعية، وقد فركت عيني غير مامرة لأستفيق على واقع مر لمدينة فاس ريحانة العلم ومهد التاريخ ورونق الفكر والأدب، ومدينة التي رفعت الصنعة والصانع لتصبح بوجه بشعمشوه المنعرجات، عشوائي المظهر، والعمران مرتهل، وبدا لي أن الجمال اختفى وبرز القبح في أحلك تمظهراته.

وخلال مقامي لما يزيد شهورا، تجولت في مختلف شوراع وأزقة المدينة، وكل ما لاح لي يثير في النفس استياءا وتأففا، جعلني أتساءل عنالأسباب التي جعلت مدينة فاس تصل إلى ما وصلت إليه من مشاكل على مختلف المستويات التي تتعلق بتدبير المجال الجماعي لها، فمدينةفاس التي أصلها ضارب في القدم وتاريخها حافل بالعلماء وأخلاق أبنائها كالمسك في أرج، أضحت تصبح وتمسي على مجموعة منالمشاكل التي تتعلق بالتنمية المحلية والتي يرجع أصل الداء فيها إلى سوء التدبير الذي ينهجه مجلس مدينتها. حيث أن هذا الأخير غرق فيالعديد من المشاكل والتي يراكمها بالنسيان، حيث أنه ما تمضي فترة وجيزة تحاول الساكنة نسيان مشكل اجتماعي يتعلق بأحد الفضائحالتي خلقها عشوائية تدبير المجلس الجماعي حتى تطفو فضيحة أخرى، حتى تجلى لأهل فاس أن عمدة مجلسها خلق لافتعال المشاكل ولهقدرة عجيبة على انتاج الفوضى في التسيير، وأن مهمته انحصرت فقط في تدوير المشاكل حتى أنه أصبح بارعا في إزالة الهم بمثله أو نزعالشوك بالإبر.

فمنذ أن ترأس العمدة مجلس فاس وجلس على كرسيها وهو متأبط للعراقيل والإكراهات التي تحول دون تحقيق التنمية، حتى أن كل قرار منشأنه أن يعرقل تنمية المدينة يتخذه بنشاط منقطع النظير، ويستعمل عقله بطريقة منفردة دون الرجوع إلى الطاقات والكفاءات مما يسهلالمسالك إلى الفشل بسرعة جنونية. فمنعدم الكفاءة بالفطرة يحارب الكفاءات ويبعدها ويقرب المؤيدين والمتزلفين الأقل منه نضجا، وكل هذايجعل الصعود إلى الهاوية سهلا وهذا قدر مدينة فاس.

ففي حين نجد أن السيد والي الجهة سعد زنيبر يشمر مأزره ويوقظ نومه من أجل الوقوف الشخصي على مصلحة مدينة فاس، حيث يجريزيارات ميدانية بشكل مكثف ويعقد لقاءات مع مختلف الفاعلين والجهات والمؤسسات من أجل إنجاح الأوراش الكبرى التي أعلن عليها جلالةالملك محمد السادس بفاس، ذلك أن السيد الوالي يولي إشرافا فعليا وشخصيا لجميع الأوراش المفتوحى بالمدينة ويساعده مجموعة منالأطر المتخصصة كل في مجالها من أجل إنجاح هذه الأوراش.

ويمكن القول أن السيد الوالي بخبرته وتكوينه وتفاعله وتعاونه وجد كل أمر سهلا، وكل العراقيل من السهل إزالتها، غير أن عمدة مجلسالمدينة وعوض أن يكون العمدة عونا له نجد أنه بعدم إدراكه وضعف كفاءته يخلق العراقيل ويضع العقبات في طريق السيد الوالي الذيأصبح غير ما مرة مجبرا على الانكباب لإزالة تلك الصعاب التي وضعها العمدة في سبيله، وهذا ما جعل الأمر عنصرا خطيرا في هدر الجهدوالوقت وعقبة في وجه أوراش التنمية التي يعمل عليها الوالي. وهذا ما جعل بعض الأوساط الواعية بمدينة فاس تعتبر أن العمدة أصبح جزءامن المشكلة، وليس عنصرا معاونا في الحل.

والغريب أن عمدة فاس الذي يعتبر ما يتاح أمامه من فرص للنهوض بالمدينة عملا شاقا ويأتيها متنكرا، ويؤمن بأن القرارات الغير منطقيةالتي يتخذها لا تشكل عقبة، مما يجعل الأعمال التي يقوم بها بلا فائدة، وكل هذا قوى من شهية الجشع لدى الفرقاء السياسيين المقربين منه،والذين لا هم لهم سوى الركض وراء مصالحهم الضيقة، وخدمة لوبيات المدينة، حيث يتم منح التراخيص للمقربين ومنع الحق عن بعضأصحاب الحق لأنهم غير موالين، في ضرب صارخ للمساواة أمام القانون، وهذا ما دفع صوت الاستنكار من هذه التصرفات يرتفع، وعندمحاولة إخماد العمدة لهذه الفضائح وعوض تحمل المسؤولية والوقوف على حلها، يرمي بهذه الأخطاء على عاتق السلطات المحلية بسلوكتبرير أقل ما يقال عنه أنه لا تصرف معيب لا يجب أن يصدر عن رجل متزن ورب أسرة مسؤول.

فضائح العمدة ومن يدور في فلكه ممن يغتنون بالسياسيةوإن كان الأصل أنه لا يمكن للمرئ أن يغتني بالسياسة إلا إذا كان فاسدالمتبقى حبيسة أخطاء تجري على لسان الساكنة، وتسبب الغضب والإستياء، وإنما أصبحت تسبب ضررا فعليا وهدرا للمال العام والوقتوالجهد العام، لذلك تدخل القضاء وتمت متابعة مجموعة من السياسيين الكبار في المدينة بتهم جنائية ثقيلة وأغلبهم تمت متابعته في حالةاعتقال وذلك لقيام أدلة قوية على التهم الموجهة إليهم. وكل هذا يؤكد بجلاء أن فاس تعاني الويلات من مجلسها ومن عمدتها لدرجة أن الحزامجاوز الطبيين وبلغ السيل الزبى وانفجر الهم ثم اشتعل ولم يبق في قوس الصبر منزع، حتى أن ألم مدينة فاس أنطق الصم والبكم أو كأنهنار مشتعلة في الماء.

وفي الوقت الذي تظهر وتلوح فضائح السياسيين بمدينة فاس التي وصلت للقضاء في شكل تهم جنائية خطيرة تتعلق أغلبها بهدر المال العاموسوء استغلال سلطة والنفوذ، وتم اعتقال العديد منهم، نجد أن أغلب المعينين من رجال السلطة يقومون بعملهم بكل روح المسؤولية وتفان منأجل القيام بالمهام الموكولة إليهم، وذلك تحت إشراف وتسيير فعلي من السيد الوالي سعد زنيبر الذي يمشي بين الناس رجلا وبين الرجالبطلا، ويقوم بالإشراف الفعلي على مرؤوسيه والأوراش بشكل متناسق، وهذا يظهر جليا واضحا للساكنة في المشاريع التي يقف عليها وتمإنجازها في وقت وجيز

بقلم: #محمد_القاسمي

اترك رد

الاخبار العاجلة