تدخلت السلطات المغربية بسرعة للتصدي لدعاية الهجرة غير الشرعية نحو سبتة المحتلة، حيث أفاد الصحفي المختص في قضايا الهجرة، مصطفى العباسي، بأن السلطات اعتـ-ـقلت 13 شخصًا متورطين في نشر فيديوهات ودعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحث الشباب، وخاصة القاصرين، على محاولة الهجرة، كما تم تحديد صفحات أخرى تروج لهذه الأفكار التي تستهدف اقتحام السياجات المحيطة بالمدينة.
تعاملت السلطات بجدية مع هذه الدعوات، نظرًا لكونها تشكل تهد-يدًا أمنيًا خطـ-ـيرًا، لاسيما في المناطق الحدودية مثل مدينة الفنيدق، حيث لا تقتصر هذه الدعوات على الهجرة عبر البحر بل تشمل أيضًا محاولات اقتحام السياجات، وقد عززت السلطات إجراءاتها الأمنية من خلال المراقبة المستمرة للمنطقة وضبط كل من يحاول الدخول بطرق غير مشروعة.
وفيما يتعلق بالموعد المحدد، يشير العباسي إلى أن يوم 15 شتنبر يعد موعدًا غير جديد في محاولات الهجرة غير الشرعية، حيث تزداد الدعوات خلال الفترات الصيفية، التي يتم تنظيمها من قبل مجموعات من الشباب والقاصرين ،تعكس هذه المحاولات استمرار الأزمة التي تواجهها السلطات في التعامل مع الفئات الهشة التي تأمل في تحسين أوضاعها المعيشية.
تلعب الشبكات الإجر-امية دورًا رئيسيًا في تنظيم هذه المحاولات، حيث تستغل الوضع الاقتصادي الصعب للكثير من الشباب، وتطلب مبالغ تتراوح بين 3000 و4000 دولار لكل فرد للتهر-يب عبر البحر. وتستخدم هذه العصا-بات تكتيكات متطورة، بما في ذلك استغلال القاصرين لتسهيل عمليات التهريب، مما يزيد من تعقيد عمل السلطات.
ومن جهة أخرى، الخسائر البشرية الناتجة عن هذه المحاولات مأساوية، حيث يُلفظ البحر جثـ-ـث شابين إلى ثلاثة يوميًا، خاصة خلال فصل الصيف. ورغم اعتقاد البعض بأن النجاح مضمون، تشير الحقائق إلى مخا-طر كبيرة، إذ تعـ-ـتقل السلطات الإسبانية المهاجرين بناءً على اتفاقيات سابقة، مما يجعل هذه المحاولات عقيمة وخطـ-ـيرة.
علاوة على ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين لا تقتصر على المغرب، بل تشمل أيضًا مهاجرين من الجزائر وتونس واليمن وبعض دول جنوب الصحراء الكبرى وآسيا، مما يعكس تعقيد الأزمة ويضيف تحديات جديدة للسلطات، مما يستدعي تعاونًا دوليًا وإقليميًا أكبر لمواجهة هذه الظاهرة.
تحرير :هند اكجيل