كثيرًا ما يرتبط الحديث عن السياسيين في المغرب بالسخرية، خصوصًا عندما يصل البعض إلى المناصب القيادية لا بسبب إنجازاتهم، بل بفضل مهاراتهم في الخضوع للقرارات الحزبية. ويُعد علال العمراوي، رئيس فريق حزب الاستقلال في البرلمان، مثالاً بارزًا على هذا، حيث تم تعيينه في هذا المنصب بغرض الالتزام الصارم بالتعليمات الحزبية، وهو ما يعكس طاعته العمياء للنظام.
والجدير بالذكر أن هذا التعيين لم يكن نتيجة لنجاحه الانتخابي، بل كان جزءًا من التوازنات السياسية داخل الحزب. فقد كانت نتائج انتخابه مفاجئة، إذ سعى جاهدًا للفوز حتى ساعات متأخرة من الليل، لكن هذا الفوز لم يكن تعبيرًا عن دعم شعبي حقيقي، بل كان ببساطة جزءًا من أجندات سياسية. بل إن بعض أعضاء الحزب وصفوه “بالفاشل”، مؤكدين أنه لا يمتلك القدرة على توجيه فريقه، إذ يظل مجرد أداة في يد آخرين.
كما أظهرت تحقيقات من “الوكالة المغربية للأبحاث والتحقيقات” أن العمراوي استفاد من منصبه كعضو في إدارة الجامعة الأورو-متوسطية بفاس لتوظيف زوجته، مما يعكس استغلاله للنفوذ الذي حصل عليه بعد توليه منصبه. هذا التصرف يثير التساؤلات حول نواياه، ويعيد إلى الأذهان المثل المغربي القائل “اللي فيه الفز كيقفز”.
وفي النهاية، تظل قصة العمراوي مثالًا على ما قد يواجهه السياسي الذي يختار الطاعة العمياء ويستغل النفوذ، تاركًا وراءه المبادئ والقيم التي كان يُفترض أن يمثلها.
المصدر: #جريدة_المساء