عرفت اتمنة اللحوم الحمراء مؤخرا ارتفاعا كبيرا و غير مسبوق ، أثر بشكل كبير على ميزانية الأسر المغربية بل اكثر من ذلك اسهم في تغيير نمط الاستهلاك عند الكثير منهم فباتت اللحوم اقل تواجدا على موائدهم مقابل مواد أخرى اقل تكلفة .
هذا ويرجع الكثير من المحللين اسباب هذا الغلاء الى قلة العرض الناتجة أساسا من انحصار أعداد القطيع الوطني لتوالي سنوات الجفاف ، لكن السؤال المطروح هل كانت هناك اسبابا أخرى وراء ذلك ؟
بهذا الخصوص أكد عدد من المهنيين العاملين في قطاع تربية وتعليف العجول ان هناك سببا يغفله الجميع وهو فترة ” “كورونا ” التي عرفت فيها اتمنة اللحوم الحمراء انخفاضا كبيرا بسبب حالة الطوارئ الصحية وقلة الطلب الشيء جعل الفلاح يبيع ابقاره وعجوله بالخسارة ، لكنه عجز في المقابل عن تعويض قطيعه بعد ذلك ، دون ان تتدخل اي جهة كانت لدعم الفلاح وحماية القطيع الوطني في حينه وهو ما أوصلنا لما نحن عليه اليوم ، يضيف ذات المهنيون .
من هنا فإن الحاجة ملحة اكثر لتوفير الأعلاف بكميات كافية وبأثمنة مناسبة حتى يتم ترميم وإعادة تشكيل القطيع الوطني الذي يبقى وحده صمام الامان والسبيل الوحيد نحو السيادة في هذا الباب .
من جانب آخر أكد عدد من الكسابة ان استيراد اللحوم قد يكون حلا سريعا و مؤقتا للوضع الحالي لكنه بالمقابل سيكبد الفلاح المغربي خسائر فادحة وسيزيد الطين بلة لأن تكلفة تربية وتسمين العجول في الفترة الماضية ببلادنا كانت مرتفعة جدا ، وبهذا الخصوص فإن التقديرات تأكد ان خسائر المربين ستتراوح بين 5000 درهم و 10000 درهم عن كل عجل .
تحرير: محمد هلالي صحفي متدرب