شهدت الساحة المغربية في الآونة الأخيرة سلسلة متتابعة من سقوط مجموعة من المشاهير الذين كانوا يتصدرون منصات التواصل الاجتماعي، ليجدوا أنفسهم في قلب الأضواء القانونية والإعلامية. بدأت هذه السلسلة مع اليوتيوبر ولد الشينوية الذي وجد نفسه خلف قضبان السجن في ظروف أثارت جدلاً واسعًا، ليتوالى بعده المالكي الذي تعرض للإدانة، ما أثار موجة تضامن جماهيري كبيرة. وبينما يتساءل الجميع عن : من سيكون التالي في هذا السقوط المثير للجدل ؟
في ظل هذا المشهد المتقلب، حيث تتوالى الأخبار عن المشاهير الذين يواجهون تحديات قانونية، يتساءل المغاربة حول ما إذا كانت الأضواء التي تلاحق هؤلاء ستظل سلاحًا ذا حدين. فبينما يشتهر هؤلاء عبر منصات التواصل، ويتجاوزون في محتواهم أو خطابهم حدود المألوف، أصبح الجمهور لا يراقب فقط تصرفاتهم، بل يتوقع أن يطالهم مصير مشابه لتلك السقطات السابقة. فهل سيكون ميسي أبو حمزة، الذي يُتهم بالتجارة بالبشر واستغلال الدين لتحقيق مكاسب شخصية، هو القادم في هذه السلسلة، أم أن المشهد سيظل تحت رحمة قرارات قانونية قد تأتي في أي لحظة؟
تفتح هذه الأحداث بابًا واسعًا من التساؤلات حول المسؤولية التي يتحملها المؤثرون في المغرب. فمع الشهرة تأتي المسؤولية، ومع الأضواء تزداد الرقابة من الجمهور والسلطات على حد سواء. وفي الوقت الذي يسعى فيه هؤلاء المشاهير لتحقيق النجومية عبر الاستفزاز أو المحتوى المثير للجدل، يتضح أن أي تجاوز صغير قد يتسبب في انهيارهم علنياً، كما حدث مع الكثيرين قبلهم. هذه السلسلة من السقطات تبرز مدى هشاشة الوضع الذي يعيش فيه هؤلاء المشاهير عندما تتقاطع الشهرة مع القانون أو مع حساسيات المجتمع.
تُظهر هذه الأحداث أيضًا كيف أن المغاربة يتابعون هذه القصص بشغف، ليس فقط بسبب الفضول، بل لرصد الرسائل الضمنية التي تحملها سقوط كل نجم. وبين التعاطف مع بعض الشخصيات والشماتة من الآخرين، يبقى المستقبل غير واضح، ويبقى السؤال الأكبر: هل سيستوعب مشاهير اليوم الدرس، ويبدأون في إدارة شعبيتهم بحذر، قبل أن يجدوا أنفسهم في الموقف ذاته الذي يعيشه من سبقهم؟
المصدر: #جريدة_المساء
تحرير: روميسة صافري