اختار عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، نهجًا فريدًا في إدارة الأزمات يعتمد على الصمت والتجاهل الظاهري، وكأن الزمن كفيل بحل كل شيء. أسلوبه يثير التساؤلات، حيث يبدو أنه يطبق الحكمة القديمة “مرّ الوقت، تنسى الناس” كقاعدة ذهبية لحكومته، متجاهلًا الضغوط الشعبية والمطالب المتزايدة بالتوضيح والتواصل.
و يتعامل أخنوش القادم من عالم الأعمال مع السياسة وكأنها مشروع استثماري طويل الأمد، يركز فيه على الخطط الكبرى دون الخوض في التفاصيل. لكنه يغفل أن الشعب ليس سوقًا مالية تنتظر الأرباح، بل كيان حي مليء بالتطلعات التي تحتاج إلى تواصل مباشر ووعود ملموسة. هذا الانفصال عن نبض الشارع يثير حيرة المواطنين ويتركهم في حالة ترقب دائم.
و ابتسامته المميزة، التي لا تفارقه في المناسبات، أصبحت رمزًا لنهجه، لكنها في نفس الوقت تزيد الغموض، فهو يكتفي بوعود مقتضبة وعبارات عامة تترك الجميع يتساءل عن الخطوة التالية. وفي حين يواجه المواطنون تحديات معيشية صعبة، تُظهر زياراته الميدانية وكأنها حملات تسويقية لوعود مستقبلية دون تقديم حلول عاجلة.
أثار هذا النهج انتقادات واسعة وحتى سخرية في بعض الأوساط، حيث يرى البعض أن أخنوش يعتمد على “الاختفاء التكتيكي”، يغيب عندما تشتد الأزمات، ليعود لاحقًا وكأن شيئًا لم يكن. وبينما ينتظر الشعب إجابات واضحة، يواصل رئيس الحكومة سياسته القائمة على تقليل الكلام وزيادة الابتسام.
و في نهاية المطاف، يراهن عزيز أخنوش على الزمن كحليف، وعلى الصمت كحل، لكنه يغامر في بيئة سياسية واجتماعية تتطلب تواصلًا صريحًا. وكما يقول المغاربة: “الصمت في التجارة مكسب، وفي السياسة… مصيبة”.
تحرير: تسنيم تيزي
المصدر:#المساء