عبد الكريم الخطابي هو أحد أبرز القادة التاريخيين في المغرب والعالم العربي، وُلد في 1882 في منطقة الريف شمال المغرب. يعتبر الخطابي رمزاً من رموز المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني في المغرب، حيث قاد ثورة الريف التي اندلعت في عام 1921 ضد الاحتلالين الإسباني والفرنسي في منطقة الريف. ولُقب بلقب “مولاي عبد الكريم” نسبة إلى تقديره واحترامه من قبل الكثير من سكان المغرب.
مواقفه ومطالبه المشروعة:
على الرغم من أن الخطابي كان رمزاً للمقاومة ضد الاستعمار، إلا أن مطالبه كانت دائما مشروعة ولم تكن تهدف إلى الإضرار بمصالح الدولة المغربية أو القصر الملكي الشريف. مطالب عبد الكريم الخطابي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. الاستقلال الوطني والسيادة:
كانت أكبر مطالبه هي تحقيق استقلال المغرب، والحرية للشعب المغربي من الهيمنة الاستعمارية. كان يريد أن يتمتع المغرب بكامل سيادته ويعيش مواطنوه بعيدًا عن الاستعمار الفرنسي والإسباني. كان يسعى إلى وحدة التراب المغربي والحفاظ على سيادته الوطنية.
2. العدالة الاجتماعية والمساواة:
كان الخطابي مهتماً بمكافحة الفقر والتفاوت الاجتماعي، وأراد تحسين ظروف معيشة الفئات الشعبية في المغرب. كانت رؤيته تستهدف دولة عادلة تسعى لتحقيق المساواة بين المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية أو العرقية.
3. التمسك بالوحدة الوطنية:
في ظل النضال ضد الاحتلال، كان الخطابي يؤمن بأن الوحدة الوطنية هي حجر الزاوية لتحقيق الحرية والاستقلال. وقد عمل على توحيد قبائل الريف والجماعات المغربية لمواجهة المستعمرين، مع التأكيد على ضرورة احترام التنوع الثقافي والقبلي في البلاد.
4. التعاون مع القصر الملكي الشريف:
في مسيرته، كان عبد الكريم الخطابي حريصًا على أن يكون تعاونًا مع القصر الملكي الشريف. لم تكن مطالبه تتناقض مع مصالح القصر الملكي، بل كانت تهدف إلى استعادة السيادة الوطنية والحفاظ على وحدة البلاد في مواجهة المستعمرين. كان يرى أن استقرار النظام الملكي في المغرب، بقيادة الملك محمد الخامس، سيكون في مصلحة تحقيق الاستقلال الوطني.
5. الحقوق الثقافية والشعبية:
كان الخطابي يعبر عن طموحات الشعب المغربي في الحفاظ على هويته الثقافية، وبخاصة الثقافة الأمازيغية. كان يدافع عن حقوق الأمازيغ في المغرب ويؤمن بضرورة احترام لغتهم وعاداتهم كجزء من الهوية الوطنية الشاملة.
الخلاصة:
عبد الكريم الخطابي لم يكن معارضًا للمغرب أو القصر الملكي الشريف في مطالبه، بل كان يسعى إلى توحيد الشعب المغربي تحت راية الاستقلال والعدالة الاجتماعية. مطالبه كانت دائماً مشروعة وتعكس تطلعات الشعب المغربي في بناء دولة حرة ومستقلة تحترم حقوق الجميع، ولعل هذا ما جعله يحظى بالتقدير من العديد من أبناء الوطن بعد الاستقلال.