شهدت المدارس في الآونة الأخيرة انتشارًا ملحوظًا للقمل بين التلاميذ، الأمر الذي أثار حالة من القلق بين أولياء الأمور والمعلمين.
وأصبحت هذه المشكلة تشكل تهديدًا للصحة العامة داخل البيئة المدرسية، مما دفع الكثيرين للمطالبة بتحرك جاد وسريع للسيطرة على الوضع لأن هده الطفيليات الصغيرة تنتشر بسهولة بين الأطفال من خلال الاحتكاك المباشر أو مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأمشاط والقبعات.
ومع غياب الفحص الدوري وقلة الوعي بطرق الوقاية، تفاقمت المشكلة بشكل ملحوظ وأكد مختصون أن الإصابة بالقمل لا ترتبط بنظافة الطفل الشخصية بقدر ما ترتبط بسرعة انتقال العدوى بين الأطفال في بيئات مزدحمة كالفصول الدراسية.
وفي هذا السياق، تحدث عدد من أولياء الأمور عن معاناتهم من تكرار الإصابة بين أبنائهم رغم استخدام العلاجات المتوفرة، مشيرين إلى ضرورة وجود توعية مستمرة من قبل المدارس، وأوضح بعض المعلمين أن المشكلة لم تعد فردية، بل باتت ظاهرة تحتاج إلى خطة شاملة تبدأ من فحص دوري للأطفال وتشجيع الأسر على التعامل مع الإصابات بحكمة بعيدًا عن الخجل أو التردد.
وأكد أطباء مختصون أن القمل قد يتسبب بمضاعفات إذا لم يتم علاجه بشكل سريع، مثل التهابات فروة الرأس الناتجة عن الحكة المستمرة، إضافة إلى تأثيره النفسي على الطفل، حيث يشعر المصاب بالخجل أو التنمر من زملائه.
وتطالب إدارات المدارس بضرورة تكاتف الجهود بين الأسرة والمؤسسات التعليمية، وذلك من خلال زيادة الوعي الصحي، وتطبيق برامج فحص دورية، بالإضافة إلى توفير الإرشادات الوقائية والعلاجات المناسبة للأهالي.
يُذكر أن القمل مشكلة قديمة تتجدد مع بداية كل عام دراسي، ما يستدعي وضع استراتيجيات فعّالة للحد من انتشارها وضمان بيئة مدرسية صحية وآمنة لجميع التلاميد.
بقلم:راغب سهيلة