تسعى المديرية العامة للأمن الوطني في 2025 إلى تعزيز المكتسبات الأمنية المحققة من خلال تحديث البنيات والخدمات الشرطية، وتقديم استجابات متطورة لتطلعات المواطنين. في إطار هذا التوجه، سيتم تدشين عدد من المشاريع المهيكلة، أبرزها المقر المركزي الجديد للمديرية في الرباط، الذي يهدف إلى تجميع جميع المديريات والمصالح في فضاء مندمج يحقق فعالية أكبر ويخفض من الموارد البشرية والمالية المطلوبة.
من بين المشاريع الطموحة الأخرى، المركز العالي للتكوين الشرطي الدولي في مدينة إفران، الذي سيصبح مركزاً رئيسياً لتدريب الأطر الأمنية المغربية والأفريقية. كما سيشمل ذلك قاعدة بيانات وطنية لتدريب الشرطة تعتمد على التعليم الرقمي، مما يسهل الوصول إلى برامج التدريب والتعلم المستمر.
في سياق تعزيز الأمن العلمي والتقني، تخطط المديرية لإحداث مختبرات جهوية للشرطة العلمية والتقنية في عدة مدن مثل مراكش، وجدة، وفاس، وأكادير، بالإضافة إلى مختبرات متخصصة في تحليل الآثار الرقمية. وستتم تزويد هذه المختبرات بأحدث التقنيات والموارد البشرية المتخصصة لدعم التحقيقات القضائية.
وبالنسبة للتظاهرات الرياضية الكبرى مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تسعى المديرية إلى الاستعداد عبر مشاريع تأهيل مهني وتنظيم فرق جديدة، من بينها فرق الشرطة السينوتقنية في مدن كبيرة مثل أكادير، والرباط، والدار البيضاء، وفاس. كما سيتم تعزيز التعاون الدولي في إطار برنامج “STADIA” الذي تشرف عليه المنظمة الدولية للشرطة الجنائية.
على صعيد آخر، ستشهد سنة 2025 افتتاح مدرسة جديدة للتكوين الشرطي في مراكش، وهو جزء من استراتيجية المديرية لتعزيز مراكز التدريب الأمني. وفيما يتعلق بالرقمنة، من المرتقب أن تتحقق نقلة نوعية في ربط قاعات القيادة والتنسيق بوسائل الشرطة الميدانية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي.
وفي إطار دعم البنيات التحتية الأمنية، تعتزم المديرية بناء مقرات أمنية جديدة في عدة مدن، بالإضافة إلى مشاريع اجتماعية تشمل بناء مركزي اصطفاف في الهرهورة ومولاي بوسلهام. كما سيشمل العام القادم إطلاق دراسات لتوفير التأمين الشامل لموظفي الشرطة ضد حوادث العمل.
وفي مجال التواصل، سيتم تنظيم النسخة السادسة من “أيام الأبواب المفتوحة للأمن” في مدينة الجديدة، مما يعكس نهج المديرية في التواصل المباشر مع المواطنين. وتؤكد المديرية في ختام حصيلتها السنوية التزامها المستمر بتعزيز الأمن العام وتحسين خدماتها لصالح المواطنين، مع مراعاة تطوير أوضاع منتسبيها الاجتماعية والمهنية.
تحرير:سلمى القندوسي