شهد مجلس جماعة الدريوش، أمس الثلاثاء 24 دجنبر 2024، انعقاد دورة استثنائية خصصت لمناقشة وإعادة دراسة مشروع ميزانية السنة المالية 2025، وذلك بعد إعادتها من قبل السلطة الإقليمية لعدم توافقها مع الدوريات المنظمة التي تنص على ضرورة تحقيق التوازن بين المداخيل والنفقات.
الدورة، التي ترأسها محمد البوكيلي رئيس مجلس الجماعة بحضور باشا المدينة وعدد من أعضاء المجلس، جاءت بعد فشل الجلسة الأولى بسبب غياب النصاب القانوني. وقد تناول الحاضرون مشروع الميزانية المعدل، الذي تم صياغته بناءً على توجيهات السلطة الإقليمية، إلا أن المناقشات لم تخلُ من توترات بين رئيس المجلس وبعض الأعضاء.
من أبرز المواقف التي طبعت الجلسة، الانتقادات الحادة التي وجهها رشيد أمعلام، نائب رئيس لجنة الشؤون المالية والميزانية، لرئيس المجلس. حيث اتهم الأخير بإقصاء مكونات المجلس، وخاصة لجنة الميزانية، من عملية إعداد المشروع الأولي للميزانية، مما أدى إلى رفض السلطة الإقليمية له. كما أشار أمعلام إلى وجود مبالغة في بعض البنود والأرقام المدرجة في المشروع، معتبراً أن ذلك يفتقد إلى الواقعية المطلوبة.
وعلى الرغم من المصادقة على إعادة صياغة مشروع الميزانية للسنة المقبلة، إلا أن الدورة شهدت انسحاب عدد من الأعضاء احتجاجاً على ما وصفوه بعدم إشراكهم في إعداد المشروع بشكل مسبق. وكان من بين المنسحبين رئيس لجنة الميزانية ونائبه، والنائب الثالث للرئيس، ونائب كاتب المجلس، إضافة إلى عضوين آخرين من الأغلبية.
هذا الانسحاب يعكس عمق الأزمة التي يعيشها مجلس جماعة الدريوش، ويطرح تساؤلات حول قدرة المجلس على تجاوز هذه الخلافات وضمان إعداد ميزانية تتماشى مع تطلعات الساكنة ومعايير السلطة الإقليمية.
تحرير: روميسة صافري
