لا حديث هذه الأيام بين المغاربة بعد حديث المدونة إلا عن ” التسوية الطوعية للوضعية الضريبية” .
إذا كانت مسألة أداء المواطنين والشركات للضرائب مسألة صحية بل اكثر من ذلك واجب وطني ، به تستطيع الدولة الوفاء بالتزاماتها وبه تستطيع تمويل مختلف الأوراش المفتوحة على صعيد المملكة ، تطويرا ونهضة في كل الميادين ، يراد لها أن تكون شاملة ومميزة ترفع المغرب لمصاف الدول العظمى فإن طريقة تدبير أمر ” التسوية الطوعية” آثار الكثير من الجدل .
في هذا السياق تأتي مبادرة الحكومة الرامية لتشجيع ” الجميع ” على تسوية طوعية للوضعية الجبائية.
وفي بعض تفاصيلها أداء المواطن نسبة 5 بالمائة على ما يملكه من المال الذي لم يسبق ان دفع عنه اي ضريبة .
إلى هنا تبدوا الأمور واضحة لولا أن شريحة واسعة من ” البسطاء ” ممن جاهدوا لسنوات طويلة وجمعوا ” شي بركة لدواير الزمان ” سواء كانت في البنك او احتفضوا بها في منازلهم ، ارتبكوا …واختلطت عليهم الأمور وباتوا لا يعرفون ما يفعلون …
كان بودنا لو أن الامور كانت أكثر وضوحا ، لنقصد مباشرة ” أباطرة الكاش” ، نقصد من كان يشتغل لسنوات طويلة خارج القانون وجمع ما لا يعد من الأموال والممتلكات … وكان من المفروض ان يدفع للدولة ضرائب عن الدخل والأرباح في حدود 50 بالمائة كما تفعل كل الشركات والمقاولات التي تحترم نفسها و تحب وطنها …
“الأباطرة ” اليوم ” سيغسلون ” اموالهم بنسبة بسيطة جدا حددت في 5 بالمائة ، نتمنى ان يستغلوا الفرصة التاريخية وان يبادروا .
اما ” البسطاء ” فنتمنى لهم سنة سعيدة وكل عام وهم بألف خير
تحرير محمد هلالي