يعرف المغرب دينامية حقيقية وتعبئة غير مسبوقة تروم تشجيع الأفراد والمؤسسات على إيداع أموالهم في الأبناك لما فيه مصلحة البلاد و العباد.
تاريخيا ، عرف المغاربة بتوفير ما قدر له ان يكنز ، قليلا كان او كثيرا تحسبا لما قد يحمله ” المستقبل ” من مفاجآت و تحسبا لأفول الصحة والقدرة على العمل والعطاء ، ليكون الملجأ هو النهل من ” البركة المجموعة لدواير الزمان ” .
إن ما عزز هذه الثقافة وكرسها لسنوات طويلة هو كون نسبة كبيرة من المغاربة لا يملكون تقاعدا ولا تغطية صحية فكان لزاما عليهم تدبير مستقبلهم بطريقتهم الخاصة …
لا ننكر ان الدولة أخيرا تنبهت لهذا الأمر ونحن الآن في غمرة تنزيل برنامج واعد بهذا الخصوص…
لا يمكن ان نفصل بين رغبة المواطن المغربي في التوفير ضمانا لمستقبله وبين توفره على تقاعد مريح وتغطية صحية شامله ، فهذا ينسخ ذاك .
الأبناك بدورها لا زالت لم تستوعب الدرس بل نرى أن ان بعضها خارج التاريخ والجغرافيا ، فكيف سنشجع المواطن والمقاولة على وضع الأموال داخلها وهي تقتطع 110 درهم كاملة فقط كي تسلمك دفتر كمبيالات !!! وتقتطع 22 درهم عن كل أداء من حسابك !!! .
ان سياسة الدولة في واد و بعض الأبناك في واد آخر …نتمنى ان يكون بيعها و شرائها من جهة عرفت عند المغاربة بالعمل الجاد والحزم ، سيجعلها تراجع نفسها وتركب القطار ، قطار مغرب الغد الواعد
تحرير محمد هلالي