خلدت الذكرى 91 لمعارك جبل بادو الخالدة من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتعاون مع ولاية جهة درعة تافيلالت وجماعة اغبالو نكردوس .
هذا وترتبط منطقة ” أغبالو نكردوس” خصوصا بالمعتقل الذي يحمل اسمها و بما عرفه المغرب من أحداث بعد سنة 1952 عقب نفي السلطان محمد بن يوسف ، حيث كشف اللثام عن الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي الذي قمع المظاهرات ونكل بالوطنيين واعتقلهم في أماكن متفرقة في الصحراء ، قبل أن يجمعهم في “اغبالو نكردوس” الذي كان في البداية دارا للضيافة خاصة بكبار الشخصيات الفرنسية مدنية و عسكرية .
يقع مقر الضيافة هذا في منطقة صحراوية منعزلة على سفح جبل حمدون الممتد على شمال كلميمة، وهو ما جعل فرنسا تختاره كمعتقل لرموز الحركة الوطنية، ولكونه جاء في مكان بعيد عن الطرق والتجمعات السكانية .
كانت نية الإقامة العامة الفرنسية أن يكون المسجونون المغاربة منقطعون عن العالم الخارجي وما يجري في البلاد، خصوصا أن المعتقلين بهذا السجن كان لهم تأثير على الرأي العام وقدرة على تعبئة المواطنين ضد الاستعمار .
و يعد المختار السوسي أبرز من كان بهذا المعتقل الرهيب ووثق الحياة من داخل “اغبالو نكردوس” في كتابه “معتقل الصحراء” ، كان المختار السوسي المعتقل الثالث والثلاثون في هذا المعتقل ، وقد اجتمع فيه بالعديد من الوطنيين أمثال المهدي بن بركة ومولاي عبد الله الميدلتي والمكي بادو وعبد اللطيف الصايغ، وغيرهم من الوطنيين الذين كتب عنهم وعرف بهم المختار السوسي في كتابه.
من جهة أخرى استغل عدد من أبناء المنطقة هذه المناسبة للمطالبة بتنمية هذه الجهة وإنصاف رجالها ونسائها وإبراز تضحياتهم من أجل استقلال البلاد وكرامة أهلها .
تحرير محمد هلالي