بقلم : محمد هلالي
يقوم المؤثرون اليوم بدور فاعل في إنتاج المحتوى ونشره بمضمونه ورسائله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحوا يشكلون قوة حقيقية للدول والمجتمعات والثقافات التي يعبرون عنها ويشكلون صورتها الذهنية ويساهمون في تشكيل الرأي العام.
يعتمد الناس بشكل متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي في اتخاذ قراراتهم (…) ، حيث أصبحت هذه الوسائط جزءًا مهما جدا من حياتهم اليومية ، الشيء الذي أثر على طرق ” التسويق ” بشكل ملحوظ جدا.
أصبح الناس يتوجهون مباشرة إلى المؤثرين المفضلين لديهم على الانترنت والشخصيات الذين يثقون بها على تويتر و يوتيوب وغيرهم للحصول على النصائح والتوصيات بشأن كل القرارات ، سواء تعلق الأمر بالتبضع او اتخاد موقف أو غير ذلك…
وتفيد دراسات حديثة أن الملايين من الأشخاص عبر العالم يثقون بالمؤثرين و يتبعون نصائحهم ، و العديد من الشركات والمؤسسات وحتى الحكومات … على علم بهذا الأمر حيث ركزت اهتمامها للعمل أكثر فأكثر مع المؤثرين .
وتفيد نفس الدراسات أن 86% من الشركات العالمية استخدمت التسويق عبر المؤثرين منذ بضع سنوات ، كما أن الميزانيات المخصصة للتسويق عبر المؤثرين ترتفع بشكل كبير من سنة لأخرى لكنها تبقى منخفضة نسبيا و معقولة مقارنة بما كان ينفق على التسويق عبر التليفزيون والمشاهير التقليديين.
الجدير بالذكر حسب ذات المصدر فإن اغلب الجمهور يعتبر المؤثرين الجدد أكثر ثقة ومصداقية من المشاهير التقليديين.
إن زيادة الاهتمام والإعتماد على التأثير من خلال المؤثرين أصبح حقيقة معاشىة ، ليبقى التمييز بين المؤثر صاحب المحتوى الإيجابي والقدوة الناجحة الحسنة ، وبين المؤثر ” التافه ” الذي ينفث سمومه في كل مكان بأي شكل كان هو التحدي الاصعب في قادم الايام . كما أن اختيار النجم أو المؤثر المناسب للعمل المناسب هو أيضا مهمة ليست بالسهلة خصوصا مع تداخل المواصفات والميزات و هو ما يزيد من صعوبة المهمة .
كما أن محاربة التفاهة لا تعني بأي شكل من الاشكال محاربة المؤثرين الحقيقيين الفاعلين بل بالعكس تماما ، لابد من وجود السبيل الأنسب ليكونوا في خدمة الوطن والمواطن .