العنابي في ورطة .. التصاميم في بطون الفئران.. والفساد يبتلع القانون.. هل سيتدخل أصحاب القرار ؟

1 مارس 2025آخر تحديث :
{"data":{"pictureId":"3359cff09c7b4c57a216970e5254fa43","appversion":"4.5.0","stickerId":"","filterId":"","infoStickerId":"","imageEffectId":"","playId":"","activityName":"","os":"android","product":"lv","exportType":"image_export","editType":"image_edit","alias":""},"source_type":"vicut","tiktok_developers_3p_anchor_params":"{"source_type":"vicut","client_key":"aw889s25wozf8s7e","picture_template_id":"","capability_name":"retouch_edit_tool"}"}

 

في فضيحة عقارية لا تحدث إلا في أفلام الكوميديا السوداء، وجد الهولدينغ الملكي نفسه ضحية عملية نصب بارعة، حيث لم يكن المتهم فقط المنعش العقاري أحمد العنابي، بل انضمت إليه كتيبة من الفئران ذات المهارات الخاصة في التهام الأدلة وإخفاء معالم الجريمة!

 

القصة بدأت عندما قررت مجموعة مرجان، التابعة للهولدينغ الملكي، التدقيق في التصاميم الأصلية لمشروع عقاري خضع لتعديلات “غامضة”. وما إن طلبت النسخ الرسمية حتى جاءها الرد الصاعق: “عذرًا، الفئران أكلت التصاميم!”

 

نعم، يبدو أن هذه القوارض تعبت من مضغ الورق العادي وقررت التهام المستندات القانونية بدقة متناهية، تاركة كل ما عداها سليمًا! والأكثر إثارة للدهشة أن هذه الفئران لم تلمس العقود أو الفواتير، بل توجهت مباشرة نحو التصاميم التي كانت ستدين العنابي وكشف مؤامرته، وكأنها تعمل بتوجيه مسبق أو لديها “رادار فساد”!

 

لكن الحقيقة أكثر سخرية من مجرد فئران جائعة. العنابي، الذي راكم ثروة بفضل الاحتيال على قوانين التعمير، قام بإضافة طوابق غير قانونية في عمارة بشارع عبد المومن، وحوّل ممرات وساحات غير مخصصة إلى محلات تجارية مربحة، ضاربًا عرض الحائط بالقوانين والتراخيص. ومع اشتداد الضغط عليه لكشف المخالفات، لم يجد هو ومن معه من “الخبراء” حيلة أنجع من إلقاء اللوم على الفئران، وكأننا في مسرحية رديئة الإخراج!

 

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للهولدينغ الملكي، بوزنه الاقتصادي الهائل، أن يسقط ضحية لهذه الخدعة الساذجة؟ هل نحن أمام “فأر خارق” قادر على تضليل واحدة من أقوى المؤسسات الاقتصادية في المغرب، أم أن هناك “فئرانًا بشرية” داخل الإدارات العمومية سهّلت تمرير الجريمة؟

 

المعلومات الأولية تشير إلى أن بعض المسؤولين، الذين من المفترض أن يراقبوا المشاريع، قد يكونون متواطئين بالصمت أو التسهيل. فكيف مرّت كل هذه المخالفات دون أن يلاحظها أحد؟ وكيف حصل العنابي على الضوء الأخضر لتغيير معالم المشروع؟ الأسئلة كثيرة، ولكن الحقيقة الواضحة هي أن الهولدينغ الملكي لم يقع في فخ الفئران وحدها، بل في فخ منظومة فساد مترابطة تحمي مصالح “المنعشين العقاريين الماكرين”.

 

التحقيقات مستمرة، لكن الأكيد أن هذه القضية لن تتوقف عند أحمد العنابي فقط، بل قد تفتح الباب أمام ملفات أخرى تكشف أن الفئران ليست وحدها من تلتهم التصاميم.. بل هناك من يلتهم القانون بأكمله!

اترك رد

الاخبار العاجلة