تحت أجواء من الحزن العميق، شيّعت ساكنة مدينة أزغنغان، يوم الإثنين 3 مارس 2025، جث-امين أربعة أفراد من أسرة واحدة، فقدوا حياتهم في حادث مؤلم جراء تسرب غاز البوتان داخل منزلهم الكائن بحي “أشبار”، المعروف محليًا بـ”بيبيرو”. الفاجعة التي هزت قلوب الجميع جاءت في ثاني أيام شهر رمضان المبارك، لتترك وراءها مشاعر من الأسى والحزن في كل زاوية من المدينة.
مراسم التشييع التي انطلقت بعد نقل الضحايا من مستودع الأم-وات بالمستشفى الإقليمي بالناظور، شهدت حضورًا جماهيريًا غفيرًا يتقدمه أفراد العائلة والأصدقاء، حيث أُديت صلاة الجنازة بمسجد الحسن الثاني في مركز المدينة.
وتوجهت الجموع صوب مقبرة “سيدي أحمد عبد السلام”، حيث وُوريت جث-امين الضحايا الثرى في أجواء من الحزن والدموع.
الضحايا الذين قضوا في الحادث المأساوي هم الأم البالغة من العمر 50 سنة، وأبناؤها الثلاثة؛ الابنة الكبرى (17 سنة)، التي كانت تتابع دراستها في السنة الأولى باكالوريا، الابنة الوسطى (12 سنة) التي كانت تدرس في السنة الأولى إعدادي، والابن الأصغر (4 سنوات). أما الأب الناجي الوحيد، والذي كان في حالة صحية حرجة، فقد أصر على حضور الجنازة لتوديع أسرته رغم ضعفه الجسدي والنفسي، بعد تلقيه العلاج في قسم الإنعاش.
هذه الحادثة المفجعة أعادت إثارة النقاش حول المخاطر التي يشكلها تسرب غاز البوتان في المنازل، مما دفع بعض الفعاليات المدنية إلى الدعوة لزيادة الوعي حول ضرورة توخي الحذر عند استخدام سخانات المياه وأجهزة الغاز. كما طالبت بتشديد الرقابة على جودة هذه الأجهزة لضمان سلامة المواطنين والحد من وقوع مآسٍ مماثلة في المستقبل.
رحم الله الضحايا وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
تحرير:سلمى القندوسي