العروي تحت رحمة الفيضانات… بنية تحتية هشة ووعود لم ترَ النور!

6 مارس 2025Last Update :
العروي تحت رحمة الفيضانات… بنية تحتية هشة ووعود لم ترَ النور!

 

استيقظت مدينة العروي، يومه الخميس 6 مارس 2025، على مشهد كارثي، حيث تحولت شوارعها في غضون دقائق إلى سيول جارفة وبرك مائية أعاقت حركة السير وشلت التنقل تمامًا. من شارع النخيل إلى شارع الليمون، وجدت الساكنة نفسها في مواجهة غير متكافئة مع المياه التي غمرت الأحياء السكنية، فيما اضطر التلاميذ إلى خوض معركة يومية جديدة للوصول إلى مدارسهم وسط الفوضى.

 

ولم تتوقف الأضرار عند حدود صعوبة التنقل، بل امتدت إلى تهشم الطرق وانجراف أجزاء منها بفعل قوة السيول، ما شكل خطرًا مباشرًا على سلامة المواطنين. مشهد الفيضانات المفاجئة لم يكن سوى انعكاس صارخ لحقيقة البنية التحتية المهترئة بالمدينة، والتي ظلت لسنوات حبيسة الإهمال والوعود التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ. فإلى أين ذهبت تلك المشاريع التي تم الترويج لها خلال الزيارة الملكية؟ هل كانت مجرد مساحيق تجميلية انهارت عند أول اختبار حقيقي؟

 

المأساة تزداد قتامة مع غرق بعض البيوت في المياه المختلطة بالصرف الصحي، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية، خاصة مع تهديد واد وزاج بالفيضان. المفارقة الكبرى أن المصالح التقنية لجماعة العروي أنهت منذ شتنبر 2024 دراسة شاملة لحاجيات المدينة من البنية التحتية، مع التركيز على الأحياء الناقصة التجهيز، وتم تقديمها إلى الجهات المعنية، لكنها بقيت مجرد حبر على ورق، في انتظار التمويل والدعم التقني الذي يبدو أنه لن يأتي قريبًا.

 

ويبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل العروي أسيرة الإهمال والوعود الفارغة؟ هل الخلل يكمن في غياب التخطيط الجاد، أم في ضعف التنفيذ والمراقبة؟ أسئلة كثيرة، لكن الحقيقة الوحيدة هي أن المواطن يدفع الثمن، والمشهد الذي عاشته المدينة اليوم قد يتكرر في أي لحظة، ما لم يتحرك المسؤولون بجدية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

تحرير:سلمى القندوسي

اترك رد

Breaking News