سباق الغواصات: المغرب بين خيارات فرنسية وألمانية متطورة وعروض روسية وأوروبية مستعملة

7 مارس 2025آخر تحديث :
سباق الغواصات: المغرب بين خيارات فرنسية وألمانية متطورة وعروض روسية وأوروبية مستعملة

 

يدخل المغرب مرحلة حاسمة في تعزيز قدراته البحرية، حيث تحتدم المنافسة بين عدة دول، أبرزها فرنسا وألمانيا وروسيا، إضافة إلى البرتغال واليونان، لتزويده بغواصات حديثة. هذه الصفقة، التي قد تشكل نقطة تحول في قوة البحرية المغربية، تخضع لمقارنات دقيقة بين التكنولوجيا الحديثة والتكلفة المالية والامتيازات المصاحبة.

 

وفقًا لموقع “أنفو ديفنس” المتخصص في شؤون الدفاع، تتصدر فرنسا وألمانيا السباق، إذ قدمت كل منهما عروضًا قوية تتميز بنقل التكنولوجيا والاستثمار في البنية التحتية البحرية المغربية.

 

العرض الفرنسي يتمثل في بناء غواصتين من طراز “سكوربين” من قبل شركة “نافال جروب”، والتي لا تقتصر على بيع الغواصات فقط، بل تسعى للحصول على امتياز تشغيل حوض بناء سفن جديد في الدار البيضاء، ما يعزز التزامها طويل الأمد مع المغرب. غواصة “سكوربين” مصممة لمهام متعددة، بما في ذلك الحرب المضادة للغواصات والسفن، والعمليات الخاصة، وجمع المعلومات الاستخباراتية، مع إزاحة تصل إلى 2000 طن.

 

أما ألمانيا، فتقدم خيارين عبر شركة “تيسين كروب مارين سيستمز”، الأول هو غواصة “دولفين” من فئة HDW، التي تتميز بنظام دفع هوائي مستقل (AIP)، مما يمنحها قدرة تشغيلية طويلة تحت الماء تصل إلى عدة أسابيع. أما الخيار الثاني، فهو غواصة “HDW Class 209/1400″، وهي نموذج أقدم بإزاحة 1440 طنًا، لكنها أقل تقدمًا من “دولفين”.

 

روسيا دخلت المنافسة عبر غواصتها “Amur 1650″، المجهزة أيضًا بنظام AIP، مع إزاحة 1650 طنًا. ورغم قدراتها المتطورة، إلا أن فرص فوز العرض الروسي تبقى ضعيفة بسبب التقارب العسكري المغربي الأمريكي، والذي تعزز خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.

 

على الجانب الآخر، تقدم اليونان والبرتغال خيارًا أكثر اقتصاديًا، يتمثل في بيع غواصات مستعملة سبق أن خدمت في أسطولهما البحري. ورغم أن هذا الخيار أقل تكلفة، إلا أنه لا يوفر بالضرورة أحدث التقنيات مقارنة بالغواصات الجديدة المطروحة من قبل فرنسا وألمانيا.

 

مع احتدام المنافسة واستمرار المفاوضات، يظل القرار المغربي مرهونًا بمزيج من العوامل، بما في ذلك التكلفة، والإمكانات التقنية، ونقل التكنولوجيا، والاستثمارات المستقبلية في البنية التحتية البحرية. وبينما تبرز فرنسا وألمانيا كأقوى المنافسين، يبقى السؤال: أي خيار سيختاره المغرب لتعزيز أسطوله البحري في السنوات القادمة؟

 

تحرير:سلمى القندوسي

اترك رد

الاخبار العاجلة