وقع وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي ونظيره الفرنسي جيرالد دارمانان إعلاناً مشتركاً يهدف إلى مواجهة التحديات القانونية الكبرى التي تواجه البلدين. هذا الاتفاق جاء في إطار اجتماع موسع بين المسؤولين، تم خلاله تسليط الضوء على قضايا التعاون القضائي، وتحديث منظومة العدالة، بالإضافة إلى تعزيز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
تعاون قانوني لمواجهة التهديدات المشتركة
عبر هذا الإعلان، الذي يعتبر تتويجاً للمحادثات التي انطلقت منذ توقيع خطة العمل في مايو 2024، أكّد الوزيران على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، باعتبارهما تهديدات كبيرة تؤثر على الأمن والاستقرار في كلا البلدين. كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق بين الهيئات القضائية المغربية والفرنسية، لتمكينهما من تبادل الخبرات والاستجابة بشكل أسرع وأكثر فعالية للتحديات الأمنية.
تحديث المنظومة القضائية وتعزيز الحكامة
فيما يتعلق بتحديث المنظومة العدلية، أبرز الوزيران أهمية التدريب المستمر للمهنيين في قطاع العدالة، وأهمية تحديث التشريعات الوطنية في كلا البلدين لتواكب التطورات القانونية العالمية. كما تم التأكيد على أهمية تحسين الحكامة القضائية عبر تعزيز الشفافية وتطوير الرقمنة، وهو ما يسهم في تسريع الإجراءات القضائية وتسهيل الإجراءات القانونية للمواطنين في البلدين.
تحقيق خطوات ملموسة في التعاون الثنائي
من جهة أخرى، عبر وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي عن ارتياحه لجودة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، مشيراً إلى أن هذا اللقاء كان فرصة للتوصل إلى حلول عملية للعديد من القضايا العالقة، بما في ذلك تحديث بعض الاتفاقيات القضائية التي تخص دور المحامين، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات الأحوال الشخصية وحقوق الأسرة للمغاربة المقيمين في فرنسا.
التزام مشترك بمكافحة الإرهاب والتهريب
وأشاد الوزير الفرنسي بدور القضاة المغاربة في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، مؤكداً على ضرورة استمرار التعاون بين البلدين في هذه المجالات الحيوية. هذا التعاون المشترك يعكس عمق العلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا، والتي تتجاوز الروابط القانونية لتشمل مصالح استراتيجية في مجالات متعددة.
في النهاية، يبرز هذا الإعلان المشترك كخطوة كبيرة نحو تعزيز التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، ويؤكد على التزام البلدين بمواصلة التعاون في مواجهة التحديات القانونية والتهديدات الأمنية على المستويين الوطني والدولي.
تحرير:سلمى القندوسي