أحمد العنابي.. نبي التزوير ورسول الفساد الأعظم

12 مارس 2025آخر تحديث :
أحمد العنابي.. نبي التزوير ورسول الفساد الأعظم

 

في زمن أحمد العنابي، لم يعد الفساد مجرد انحراف أخلاقي، بل صار دينًا له طقوسه وأتباعه وكتابه المقدس الذي تُكتب صفحاته بأموال الرشاوى والمشاريع المشبوهة، لم يعد مجرد رجل أعمال، بل تحول إلى زعيم طائفة لا تعترف بالقانون ولا تحترم الأخلاق ولا تهاب القضاء، إنه العراب الأكبر لكل وثيقة مزورة، ولكل صفقة فاسدة، ولكل عقار نُهب من أصحابه بطرق احتيالية لا يتقنها إلا هو ومن تخرجوا من مدرسته المظلمة،

 

“المال السائب يعلم السرقة”، والعنابي لم يترك شيئًا سائبا إلا واستباحه بجرأة لم يسبقه إليها أحد، إنه ليس مجرد فاسد عادي، بل هو أكبر مزور في المغرب بشهادة الأفعال والمعطيات المتوفرة، لم يترك وثيقة إلا وعبث بها، لم يدع قانونًا إلا وتجاوزه، لم يمرر صفقة إلا وكان له فيها نصيب، لو كان الفساد رجلاً لكان اسمه أحمد العنابي، ولو كان التزوير مذهبًا لكان هو إمامه الأكبر،

 

كل من يتعامل معه يصبح تلقائيًا تابعًا لطائفته، لا فرق هنا بين مسؤول ومدير ورجل قانون، الجميع سواسية أمام “بركاته”، فمن رضي بالولاء له مُنح حظوة التزوير الحلال، ومن تمرد عليه أُقصي من جنة العقود والصفقات، يقولون “الساكت عن الحق شيطان أخرس”، فكيف نقبل الصمت على رجل جعل من الفساد نظامًا متكاملاً، كيف نسمح له بأن يواصل غرس مخالبه في مؤسسات الدولة دون حسيب أو رقيب،

 

إن دولة المؤسسات في خطر حقيقي، فهذا الرجل لم يترك مؤسسة إلا وتسلل إليها، لم يترك مسؤولًا إلا وجره إلى مستنقعه، لم يترك قانونًا إلا والتف عليه كما يلتف الثعبان على فريسته، إنه سرطان ينهش جسد الاقتصاد الوطني، وحان الوقت لاستئصاله قبل أن يفوت الأوان،

 

التاريخ علمنا أن السكوت عن الفساد يجعل منه وحشًا لا يمكن السيطرة عليه، واليوم نحن أمام وحش اسمه أحمد العنابي، رجل جعل من النهب والتزوير أسلوب حياة، من يحمي المغاربة منه، من يوقف هذا النزيف، من ينقذ هذه البلاد من رجل حولها إلى ضيعة يتلاعب بها كيف يشاء، إن لم تتحرك الدولة اليوم فمتى ستتحرك، وإن لم يوضع حد لهذه المهازل الآن فمتى سيكون ذلك،

اترك رد

الاخبار العاجلة