تحذير عاجل.. اختلالات في تدبير مياه فاس تهدد المدينة العتيقة بالغرق

منذ 4 ساعاتآخر تحديث :
{"data":{"pictureId":"14f403354ef84c82afa2f37efb4f471a","appversion":"4.5.0","stickerId":"","filterId":"","infoStickerId":"","imageEffectId":"","playId":"","activityName":"","os":"android","product":"lv","exportType":"image_export","editType":"image_edit","alias":""},"source_type":"vicut","tiktok_developers_3p_anchor_params":"{"source_type":"vicut","client_key":"aw889s25wozf8s7e","picture_template_id":"","capability_name":"retouch_edit_tool"}"}

لم يعد الحديث عن الفيضانات في مدينة فاس مجرد توقعات، بل أصبح هاجسًا حقيقيًا يلاحق الساكنة مع كل موسم مطري، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لحماية المدينة من هذه الكوارث الطبيعية، إلا أن الاختلالات الواضحة في تدبير مياه الأمطار والمجاري المائية تهدد العاصمة العلمية بخطر حقيقي، قد يكون أشد وقعًا مما تتصوره السلطات المحلية، فالدراسات الحالية، وعلى رأسها دراسة الحوض المائي لسبو، لم تثبت نجاعتها في تقديم حلول شاملة ومستدامة، بل على العكس، قد تتسبب بعض التدخلات في تفاقم الوضع بدل معالجته.

وإذا كان البعض من المشاريع قد تحقق على أرض الواقع، مثل إنجاز سد واد المهراز، سد الكعدة، وقناة تحويل واد المهراز إلى واد الكعدة، فإن المشاريع المتبقية والمتضمنة في الدراسة لن تكون كافية لحماية فاس من الفيضانات، بل قد تؤدي إلى كارثة بيئية وعمرانية حقيقية، تحويل واد الحيمر وواد عين السمن وواد عين الشقف إلى واد المهراز ليس مجرد إجراء غير كافٍ، بل هو خطر داهم على المدينة العتيقة، فواد الجواهر، الذي يمتلئ بالكامل بمجرد تساقطات مطرية متوسطة، لن يكون قادرًا على استيعاب مياه جميع الوديان المحوّلة إليه عبر سد الكعدة، مما يجعل الوضع أشبه بخلق فيضانات صناعية، يكون ضحيتها قلب فاس التاريخي، والحل يكمن في تحويل جزء من مياه سد الكعدة مباشرة إلى واد سبو دون المرور عبر قناة واد الجواهر، وهو تعديل جوهري يستوجب مراجعة فورية للدراسة الحالية.

أما مقاطعة زواغة، فإنها لا تزال تدفع ثمن غياب التخطيط المحكم، حيث أن عدم إتمام مشروع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لقناة التطهير الشمالية والاستمرار في الاعتماد على آلية الرفع بالدكارات، التي تتعطل باستمرار مع كل فيضان، يجعل المنطقة عرضة للغرق عند كل اضطراب جوي، فمن غير المقبول أن تظل منطقة بأكملها تحت رحمة نظام تصريف مياه ثبت فشله مرارًا، بينما الحلول التقنية متاحة ولم يتم استكمالها بعد.

إن مدينة فاس، بتاريخها العريق وتراثها الإنساني، لا يمكن أن تظل رهينة لدراسات قاصرة ومشاريع غير مكتملة، والمطلوب اليوم هو تحيين دراسة الحوض المائي لسبو، ومعالجة الثغرات التقنية الواضحة، وإنجاز الأشغال الضرورية وفق رؤية شاملة تضمن حماية فعلية للمدينة، فالوقت ينفد، والفيضان القادم قد يكون أعنف من كل ما سبق، والساكنة تتساءل: هل تتحرك السلطات قبل فوات الأوان؟

اترك رد

الاخبار العاجلة