الوشق المصري: من عزلة البرية إلى مواجهة البشر

23 مارس 2025آخر تحديث :
الوشق المصري: من عزلة البرية إلى مواجهة البشر

 

تحرير:سلمى القندوسي

تم تسجيل أول هجوم للوشق الصحراوي المعروف باسم “الوشق المصري” على جنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جبل حريف بالقرب من الحدود المصرية. الحدث الذي أثار استغراب علماء الحيوان والمراقبين، حيث يُعرف الوشق الصحراوي كحيوان انعزالي خجول يميل إلى تجنب البشر. ولكن هذا الهجوم الغريب يسلط الضوء على التغيرات البيئية التي قد تؤثر على سلوكيات الحيوانات البرية.

 

الوشق، وهو من فصيلة السنوريات التي تشمل الأسود والنمور والفهود، يتميز بقدرته الفائقة على التكيف في بيئات صعبة وعزلة نادرة عن الإنسان. يمتلك فراءً ناعماً بألوان متدرجة بين البني والرمادي، مما يساعده على التمويه بشكل ممتاز في البرية. عيناه اللامعتان تكشفان عن ذكاء وحذر دائمين، ما يجعلها صيادة ماهرة، ورغم صغر حجمها، فهي قادرة على الصيد بكفاءة عالية باستخدام حاستي السمع والبصر الحادتين.

 

لكن ما دفع الوشق المصري للتسلل إلى مناطق البشر ومهاجمة الجنود كان موضوعًا مثيرًا للجدل. وفقًا للدكتور عمرو عبد السميع، أستاذ العلوم الحيوية الجزيئية في جامعة القاهرة، فإن تصرف الوشق في هذا الحادث قد يعود إلى ندرة الفرائس في بيئته الأصلية، مما دفعه للبحث عن طعام في المناطق المأهولة بالبشر. كما أشار إلى أن وجود الوشق وهو يمضغ العشب الاصطناعي يعكس الحالة الصعبة التي يمر بها هذا الحيوان، مما يعزز الفرضية التي تتحدث عن صعوبة حصوله على غذائه في البرية.

 

وكانت الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت” قد أفادت بأن قوات الاحتلال طلبت مساعدة من خبراء في مجال الحياة البرية، حيث تم العثور على الوشق مختبئًا في مكان ما وهو يمضغ العشب الاصطناعي، قبل أن يتم السيطرة عليه من قبل المختصين.

 

هذه الحادثة تفتح الباب للحديث عن تأثيرات التغيرات البيئية على سلوك الحيوانات البرية، وتبرز الحاجة لفهم أعمق لطبيعة التفاعل بين البشر والحياة البرية، خاصة مع تزايد النزاعات حول المناطق البرية في ظل الظروف البيئية المتغيرة.

اترك رد

الاخبار العاجلة