مصطفى بنحمزة، قلعة العلم والحكمة في زمن التحولات

27 مارس 2025آخر تحديث :
{"data":{"pictureId":"cbf16d641fab4d3c8ea8014372f1dd2a","appversion":"4.5.0","stickerId":"","filterId":"","infoStickerId":"","imageEffectId":"","playId":"","activityName":"","os":"android","product":"lv","exportType":"image_export","editType":"image_edit","alias":""},"source_type":"vicut","tiktok_developers_3p_anchor_params":"{"source_type":"vicut","client_key":"aw889s25wozf8s7e","picture_template_id":"","capability_name":"retouch_edit_tool"}"}

العالم الجليل مصطفى بنحمزة حصنٌ منيع للهوية الإسلامية وثوابت الأمة، وعلمٌ شامخ يجمع بين الفقه العميق والانفتاح الواعي على العصر، في زمنٍ تتنازع فيه الأفكار والتيارات، يظل هذا الرجل أحد أبرز حراس القيم الدينية، بحججه الراسخة ورؤيته المتبصرة، ليس مجرد فقيه يردد النصوص، بل موسوعة معرفية تضيء الفكر وترشد العقول، مجددٌ للخطاب الديني دون تفريط في الأصول، ومتصدٍ لمحاولات التميع والانحراف دون تعصب أو انغلاق، إنه نموذج للعالم المتبصر، الذي لا يفصل بين العلم والعمل، ولا بين الدين والحياة، بل يجعل من الشريعة إطارًا مرنًا يعالج قضايا المجتمع بعمق وحكمة.

يقف الدكتور مصطفى بنحمزة جدارًا علميًا ودينيًا متينًا، مستلهمًا من خطب الملوك ونصوص التراث الديني العريق، إذ يقول الملك محمد السادس في أحد خطاباته: “إن العلماء ورثة الأنبياء، بهم يُصان الدين وتُحفظ هوية الأمة، ويُرشد الناس إلى طريق الحق والاعتدال”، مما يؤكد الدور الذي يلعبه في صد محاولات التمعي والتشتت الفكري، مستذكرًا في ذلك أبيات الشعر التي مدحها كبار الشعراء والمفكرين المغاربة، مؤكدين على أن “العلم شمس لا تغيب، والحكمة منارة لا تنطفئ”.

منذ بدايات مسيرته العلمية، تميز بنحمزة بموسوعية معرفية نادرة، فهو فقيه أصولي متعمق، ومفسر للقرآن بقراءة معاصرة، ولغوي ضليع في أسرار البيان العربي، إضافة إلى كونه مفكرًا يستوعب التحولات الاجتماعية ويحللها بعمق، مما جعله قادرًا على بناء جدار معرفي صلب يقف في وجه موجات الانحراف والتفكك، حيث يقول الإمام محمد بن جعفر الكتاني: “العلم سراج يهدي العقول، والنور الذي ينقذ القلوب من الظلام”، وهو ما تجسده أعماله ومحاضراته التي تجمع بين التراث الإسلامي الأصيل والواقع الحديث، إذ لا يكون العلم الشرعي مجرد اجترار للنصوص، بل أداة فاعلة في توجيه المجتمع نحو مسار الاعتدال والاعتزاز بالأصول.

في مواجهة الخطابات التي تسعى إلى إضعاف الهوية الدينية تحت ستار الحداثة، يقدم بنحمزة الحجة العلمية والبناء الفكري الرصين، رافعًا راية الإسلام كنظام متكامل يحقق العدل والاستقرار والتوازن بين الحرية والمسؤولية، إذ يرى أن “حفظ الدين لا يكون إلا بحفظ العلم، وحفظ العلم لا يكون إلا بأهله”، كما عبّر عنه الإمام عبد الله كنون، مما يجعله حائط صد قوي ضد كل محاولات التشكيك في أحكام الشريعة ومكانتها في المجتمع المغربي.

وعلى الرغم من مكانته الراسخة في المشهد العلمي والفقهي، لم يكن بنحمزة منغلقًا على دائرة العلوم الشرعية فحسب، بل كان منفتحًا على مختلف مجالات الفكر، إذ أدرك أن الخطاب الديني لا يكتمل إلا بإدماج العلوم الحديثة في فهم القضايا المعاصرة، سواء في الاقتصاد الإسلامي أو في قضايا الإعلام والتواصل أو حتى التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على مستقبل المعرفة والفقه، معيدًا التأكيد على أن التجديد الحقيقي لا يكون بإلغاء الأصول، بل بقراءة جديدة للنصوص في ضوء مقاصدها الكبرى، وكما قال الإمام علال الفاسي: “العلم متى كان محجوبًا عن واقع الناس أصبح جثة هامدة لا تنفع أهلها ولا تحرك ساكنًا”.

إن المكانة العلمية والفكرية التي يحتلها الدكتور مصطفى بنحمزة اليوم ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة عقود من البحث والدراسة والتأصيل والتوجيه، جعلت منه مرجعية علمية موثوقة داخل المغرب وخارجه، ليس مجرد عالم نظري، بل شخصية مؤثرة في توجيه الرأي العام، وقائد فكري استطاع أن يجعل من العلم الشرعي قوة ناعمة تُواجه بها التحديات الثقافية والأخلاقية، حافظًا على الإرث العلمي كما حافظت قصائد الشعر على مجد العلماء الأوائل.

يتفق الجميع على أن الدكتور مصطفى بنحمزة يمثل نموذجًا فريدًا للعالم الذي لا يهادن في القضايا المصيرية للأمة، فهو يواجهها برؤية مستنيرة تحترم العقل وتنطلق من أسس الشرع، إذ يظل رمزًا أصيلًا يحرس هوية المجتمع المغربي ويساهم في صيانة توازنه الديني والفكري، دون أن يقف عند حدود الانغلاق أو الجمود، إنه بحق جدار علمي صلب في وجه التيارات الهدامة، وحارس أمين على ثوابت الأمة، وشاهد على أن العلم لا يكون مؤثرًا إلا إذا اقترن بالبصيرة والقدرة على استشراف المستقبل.

اترك رد

الاخبار العاجلة