تحرير محمد هلالي
علمت جريدة ديما تيفي أن عددا من المقاولات المغربية ، خصوصا منها الصغيرة والمتوسطة تعاني مع نهاية السنة المحاسباتية الحالية من ذعائر و غرامات آجال الأداء الخاصة بالقانون 69.21 التي وجدت نفسها مرغمة على أدائها رغم الظرفية الصعبة وهو ما ساهم في اتقال كاهلها و تعقيد وضعية العديد منها .
هذا الإجراء الذي فرضته الإدارة الضريبية على المقاولات المهيكلة يراه عدد من المهنيين غير عادل خصوصا انه فرض أداء نسبة 2,5 بالمائة من القيمة الإجمالية للفواتير المتأخرة مهما كان نوع النشاط الممارس ، مع زيادات أخرى كلما زاد التأخير ، وهنا تؤكد ذات المصادر أن هذا المعدل يفوق هامش ربح العديد من القطاعات المعروفة بهامش ربحها الضعيف ، واقترحوا ان يكون هذا المعدل مختلفا باختلاف الأنشطة المزاولة ، فالسياحة ليست هي التغدية العامة وليست هي البناء والأشغال العامة ، فهامش الربح قد ينتقل من 0,5 بالمائة من رقم المعاملات في نشاط إلى اكثر من 20 بالمائة في نشاط آخر …
كما أثار نفس المصدر إجبار القانون السالف الذكر المقاولات على ضرورة التعامل مع مكتب محاسبة معتمد كي يوقع مع المسير على إقرار خاص بآجال الأداء يوجه للإدارة الضريبية. وبهذا الخصوص أكدت مصادرنا ان عددا من المؤسسات تعتمد على أطرها الخاصة في إعداد المحاسبة دون الحاجة لأي جهة خارجية ، وهو ما اعتبروه أمرا غير مقبول وغير مبرر سيجعلهم ” تحت رحمة جهة لا يتعاملون معها بشكل منتظم ” .
هذا وعبر العديد من رؤساء المقاولات عن استغرابهم من إلزامهم وفق هذا القانون بتوقيع اتفاقات خاصة بآجال الأداء مع مورديهم من كبار الشركات ، حيث شددوا على أن لا سلطة لهم عليهم حتى يجعلوهم يوافقوا على اي إتفاق . كما برزت على السطح مشكلة بعض الموردين الذين تسلموا شيكات خاصة بأداء فواتير في الآجال القانونية ، لكنهم تأخروا في استخلاصها حتى اصبحت العملية خارج الآجال المسموحة ، وهو ما وضع الزبائن في حالة من الارتباك والتخبط .
ومن هنا يرى عدد من المهنيين ضرورة مراجعة وتجويد هذا القانون بهدف إصلاح هذه الاختلالات مع اعتماد مقاربات متعددة غير تلك المرتكزة أساسا على الزجر والذعائر لأن الأكيد أن أغلب المقاولات لا تتأخر عن الأداء بشكل متعمد ، بل هو نتيجة عوامل موضوعية خارجة عن إرادتها ، ولتدارك ذلك يبقى خلق مناخ أعمال ملائم وتيسير الوصول للتمويلات البنكية بتكلفة معقولة ضرورة ملحة حتى نكون بصدد علاج الأسباب دون هدر الوقت والجهد في إخفاء الأعراض.