محمد شوكي، رئيس الفريق البرلماني لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، دخل على خط قضية اغتصاب “كيكو” بسرعة فائقة، متسرعًا في إطلاق تصريحات مثيرة للجدل قبل أن تتضح الحقائق أو يتم التحقق من المعلومات. تجلى تسرعه هذا في محاولة لاحتلال العناوين الصحفية بسرعة، وكأنه يسعى لشهرة على حساب معاناة الضحايا وحساسية القضية.
شوكي، الذي اعتاد أن يكون في الواجهة الإعلامية، لم يتوانَ عن استغلال هذه القضية المؤلمة في حملته الإعلامية، طالبًا تدخل وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بشكل عاجل، ومطالبًا بتقديم الدعم النفسي والقانوني للضحايا. لكن، وكعادة الرجل الذي يتسابق إلى البوز دون تأكد من المعلومات، وقع في فخ التسرع، وكشفت الأيام أن معطيات القضية كانت بعيدة كل البعد عن المبالغات التي روّج لها.
المفاجأة كانت عندما اتضح أن القضية لا تتعلق بـ14 تلميذة كما زعم شوكي، بل بتلميذتين فقط وشابين من عائلتهما. هذه الحقائق جعلت من تدخل شوكي في الموضوع ضربًا من العبث، حيث أضاف بوزًا غير مبرر للقضية وأثار المزيد من الفوضى الإعلامية. لم يكن الشأن يتطلب هذا التسارع المتهور، بل كان من الأفضل أن ينتظر شوكي قليلًا حتى تظهر نتائج التحقيقات ويُتأكد من الحقائق.
“لي سبقوه تما، لقاوه فالحفرة”، هذا مثل مغربي يعكس ببراعة التسرع الذي وقع فيه شوكي. لم يترك الرجل الفرصة للحقائق أن تتجلى، بل ركض وراء العناوين الصحفية، وكأن سرعته ستكون مفتاحًا للحقيقة. لكن الحقيقة أن التسرع لا يؤدي إلا إلى الوقوع في الأخطاء.
شوكي، الذي أصبح معروفًا بتسرعه في القضايا الحساسة، أراد أن يكون له نصيب في “البوز” الإعلامي دون مراعاة العواقب. فبدلاً من أن يتخذ موقفًا رزينًا ومسؤولًا، أصبح أداة إعلامية للتشويش على القضية، دون أن يعير اهتمامًا للآثار السلبية لتسرعه. فماذا يهمه الحقيقة طالما أن العناوين الصحفية تنتظره؟
“ما يطيرش مع الريح إلا الخروف الضعيف”، مثل آخر يعبر عن نفس الفكرة: عندما يركض الإنسان وراء السطحيات، يغيب عنه جوهر الأمور. كان بإمكان شوكي أن يتحلى بالصبر والتروي، لكنه اختار العجلة والتسرع في اتخاذ المواقف، فوقع في الفخ.