هي يقظة دائمة وميدانية تؤكد أن المؤسسة الأمنية في فاس لا تشتغل بمنطق التعليمات المكتبية، بل بروح المبادرة والمسؤولية الجماعية، حيث تبصم ولاية الأمن، يوماً بعد يوم، على نموذج متفرد في التفاعل السريع مع كل المعطيات الرقمية والميدانية التي توثق لأفعال إجرامية تستوجب التدخل الفوري.
في مشهد أصبح مألوفاً، لا تكاد تمر ساعات على انتشار فيديو يوثق لاعتداء أو سرقة أو تهديد، حتى تُعلن ولاية أمن فاس عن فتح تحقيق عاجل، وتوجيه الفرق المختصة نحو مكان الواقعة، بل وغالباً ما تُتوَّج هذه التحركات بتوقيف الفاعلين في وقت قياسي. هذا التفاعل الفوري يعكس استراتيجية أمنية متقدمة، تُؤمن بأن المواطن شريك في العملية الأمنية، وأن كل صورة أو مقطع هو خيط يقود إلى تفكيك خطر محتمل.
وقد سبق لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أن أكد في خطابه بمناسبة عيد العرش لسنة 2016 أن:
“تحقيق الأمن مسؤولية جماعية، يتقاسمها الجميع، دولة ومجتمعاً، مواطنين ومؤسسات.”
وهو ما ترجمته ولاية أمن فاس على الأرض، بتحويل العالم الرقمي إلى منجم للمعطيات الأمنية، والتفاعل الذكي مع المحتوى الذي ينشره المواطنون، دون تهاون أو تجاهل.
لا يُعدّ هذا النهج وليد الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة لقيادة أمنية يقظة، يقودها السيد والي الأمن، الذي حرص منذ توليه المهمة على بث روح السرعة والنجاعة داخل كافة المصالح الأمنية، من الشرطة القضائية إلى دوائر الشرطة، إلى عناصر التدخل السريع والفرقة الجهوية للشرطة القضائية.
إنّ السرعة في التفاعل لا تعني التسرع، بل تتأسس على آلية تحليل دقيقة، تتعامل مع كل فيديو أو صورة بوصفه معطى يُحتمل أن يكون حقيقياً، ويتم التحقيق فيه بتنسيق بين مختلف الوحدات. وهذه المنهجية الجديدة أثمرت نتائج نوعية، أبرزها توقيف عدد من المشتبه فيهم خلال ساعات من انتشار مقاطعهم وهم يقترفون جرائم في الشارع العام.
ولا تقتصر مجهودات ولاية أمن فاس على التفاعل مع الفيديوهات، بل تتجاوزها إلى العمل الاستباقي، من خلال تعزيز الحضور الأمني في النقاط السوداء، وتكثيف الدوريات، واستثمار التكنولوجيا لتأمين المدينة، في انسجام تام مع الرؤية الملكية التي تعتبر أن:
“الأمن لا يُقاس فقط بعدد الموقوفين، بل أيضاً بدرجة الثقة التي يشعر بها المواطن في محيطه.”
وفي زمن تتسارع فيه المعلومة، وتتحول مواقع التواصل إلى مصدر للخبر العاجل، فإن قدرة ولاية أمن فاس على مواكبة هذه الدينامية الرقمية، تشكّل امتداداً طبيعياً لاحترافيتها، وتؤسس لعلاقة جديدة بين المواطن والمؤسسة الأمنية، قوامها الثقة، والشراكة، وروح المسؤولية.
فاس، المدينة العريقة، تستحق هذا الحضور الأمني النبيل، الذي يحرسها بصمت، ويستجيب لهموم ساكنتها بسرعة، ويُعيد لكل مواطن الشعور بالطمأنينة في تفاصيل حياته اليومية.