شهدت مدينة مكناس انطلاقة مميزة للنسخة السابعة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، بعدما حظيت هذه التظاهرة بالرعاية الملكية السامية، وتشرّفت برئاسة فعلية من ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، في مشهد يجسّد الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها قطاع الفلاحة ضمن أولويات الدولة المغربية.
ويُنظم المعرض هذه السنة تحت شعار: “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”، في سياق يتّسم بتحديات متزايدة مرتبطة بندرة المياه وضرورة ترسيخ مقاربات تنموية مندمجة ومبتكرة.
وبرزت مشاركة جهة فاس-مكناس كأحد أبرز محاور الدورة، حيث شكّلت الغرفة الفلاحية للجهة نموذجًا للدينامية الجهوية المتجددة، بقيادة رئيسها مصطفى الميسوري، الذي أدار المشاركة بكفاءة وتنظيم لافت، حرصًا على تمثيل الجهة بشكل مشرّف يعكس مؤهلاتها الفلاحية وتطلعات فلاحيها.
وأكد الميسوري في تصريح إعلامي أن الرئاسة الفعلية لولي العهد لحفل الافتتاح تمثل “إشارة قوية على العناية الملكية المتواصلة بهذا القطاع الحيوي، الذي يُعدّ من ركائز الاقتصاد الوطني ومصدرًا مهمًا لفرص الشغل والتنمية المجالية”.
وأشاد بالدعم الحكومي المستمر، مثمّنًا الجهود المبذولة من طرف رئيس الحكومة ووزير الفلاحة لتنظيم هذه التظاهرة الكبرى التي تحوّلت إلى منصة دولية لتبادل الخبرات والابتكارات في مجال الإنتاج والتسويق والتكنولوجيا الفلاحية.
كما عبّر عن امتنانه للسلطات الجهوية والإقليمية بجهة فاس-مكناس، منوّهًا بمستوى التنسيق والتنظيم الذي ميّز مشاركة الجهة، ومبرزًا الأثر الإيجابي لهذا الزخم على مكانة الفلاحة الجهوية.
ولم تقتصر المشاركة على الحضور الرمزي، بل جسّدت انتقالًا نوعيًا في أداء الفاعلين المحليين، الذين أبانوا عن قدرة متزايدة على التأثير والمبادرة، من خلال الانخراط في حوارات استراتيجية وبناء شراكات مستقبلية تخدم مصالح الفلاحين وتُكرّس لمقاربة تنموية تشاركية ومستدامة.
ويُنتظر أن تثمر هذه المشاركة الدينامية عن برامج عملية تعزز قدرات الفلاحين، وتدعم الابتكار والاستثمار في القطاع الفلاحي بجهة فاس-مكناس، تماشيًا مع التوجيهات الملكية السامية ورؤية النموذج التنموي الجديد، الذي يجعل من العالم القروي فضاءً للإنتاج والإشعاع والاستقرار.