ميلودة جامعي
تشهد جماعة حربيل تامنصورت ومحيطها حالة من الاحتقان الشعبي والتساؤل الجماعي المتزايد بشأن أداء البرلماني الحالي عن الدائرة، والرئيس السابق لجماعة حربيل تامنصورت، السيد إسماعيل البرهومي، في ظل ما تعتبره الساكنة “سنوات من الجمود والإخفاق التنموي”، وغيابا تاما لأي مبادرات أو إنجازات ملموسة على أرض الواقع، سواء خلال فترة تسييره للجماعة لأكثر من ولايتين، أو بعد توليه مقعده النيابي داخل قبة البرلمان منذ انتخابات 2021.
ترى فعاليات المجتمع المدني ومواطنو جماعة حربيل تامنصورت، إلى جانب سكان أولاد دليم، بلكيد والمناطق المجاورة، أن البرلماني إسماعيل البرهومي لم يقدم أي إضافة حقيقية للمنطقة، لا من حيث جلب المشاريع، ولا من خلال الترافع البرلماني عن قضايا الساكنة، معتبرين أن فترته على رأس الجماعة تميزت بـالركود، التسيير الارتجالي، وفشل معظم المشاريع التنموية.
ويضيف المواطنون أن مدينة تامنصورت، التي يُفترض أن تكون من بين المدن الصاعدة، ظلت متوقفة لأكثر من عشر سنوات، مشيرين إلى أن جميع المشاريع المعلنة إما تعثرت أو فشلت بسبب سوء التسيير وغياب المتابعة.
وما زاد من استياء المواطنين والهيئات المدنية، هو أن البرلماني المعني لم يسجل له أي تدخل داخل قبة البرلمان منذ بداية ولايته التشريعية الحالية في 2021، حيث لم يُقدم أي سؤال كتابي أو شفوي يتعلق بمشاكل جماعة حربيل أو مطالب سكان تامنصورت وأولاد دليم، وهو ما يعتبره المواطنون إخلالاً واضحًا بمهامه التمثيلية وغيابًا تامًا للصوت الذي يُفترض أن ينقل معاناتهم إلى المؤسسة التشريعية.
كما وجهت انتقادات لاذعة إلى البرهومي من طرف نشطاء محليين، متهمين إياه بـالتحول من دور التسيير إلى “العرقلة السياسية”، عبر محاولات مستمرة لإضعاف المجلس الجماعي الحالي، والوقوف في وجه أي مبادرة أو مشروع جديد، فقط من أجل تحقيق مآرب سياسية ضيقة وإعادة التموقع الانتخابي، على حد تعبيرهم.
:ويقول احد ممثلي المجتمع المدني
> “بدل أن ينشغل البرلماني البرهومي بحل مشاكل الساكنة والترافع عنهم في المؤسسات، نراه يتحرك فقط حين يتعلق الأمر بالصراعات داخل الجماعة أو خلق البلبلة السياسية، وكأن همّه الوحيد هو إرباك الأغلبية الحالية.”
وبالنظر إلى التدهور التنموي الذي تعرفه المنطقة، طالبت جمعيات محلية وفعاليات مدنية بـفتح نقاش عمومي حول نجاعة التمثيلية السياسية بجماعة حربيل، وإعادة تقييم أداء النواب البرلمانيين، وعلى رأسهم إسماعيل البرهومي، لمعرفة مدى التزامهم الفعلي بواجباتهم، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
ودعا بعض النشطاء إلى تنظيم لقاءات تواصلية مع الساكنة لعرض الحصيلة الفعلية للعمل البرلماني، وتفسير غياب البرهومي عن الملفات الكبرى للمنطقة، وعلى رأسها:
غياب المرافق العمومية الحيوية (مستشفيات، مدارس، دور شباب).
مشكل النقل والتنقل.
أزمة العقار وتدبير المجال العمراني.
الساكنة تطالب بحقها في تنمية عادلة
ومع تزايد أصوات المطالبة بالتغيير، يرى العديد من سكان حربيل وتامنصورت أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة قوامها الكفاءة والمحاسبة والتواصل، بدل الشعارات الانتخابية والمناورات السياسية العقيمة، مؤكدين أن تامنصورت “لا تستحق أن تبقى رهينة حسابات انتخابية ضيقة”.
ويبقى السؤال الذي يطرحه الجميع اليوم:
هل يمتلك البرلماني إسماعيل البرهومي الجرأة السياسية ليقدم كشف حساب شفاف للساكنة؟ أم سيظل الغائب الأكبر عن هموم المواطنين، رغم حمله لصفة ممثلهم داخل البرلمان؟