عبد الحكيم الفضلاوي
في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى النماذج الملهمة والقدوات الحقيقية في صفوف الناشئة، تبرز التلميذة سامية راتب، ابنة قبيلة أولادعبو، كنموذج ساطع للتفوق والإرادة، وقدوة تمثل طموح جيل من شباب العالم القروي الذي يؤمن بقوة العلم وأهمية الاجتهاد.
سامية راتب، ابنة جماعة سيدي بن حمدون وإبنة عم الفاعل الجمعوي المعروف بالمنطقة السيد ياسين راتب، استطاعت أن تحقق إنجازًا مميزًا بتفوقها على مستوى إقليم برشيد، حيث حصلت على أعلى معدل دراسي إقليمي برسم امتحانات نيل شهادة السلك الإعدادي، بمعدل استثنائي بلغ 19.76، متوجة بذلك سنوات من الجد والمثابرة.
ولعل اللافت في هذا التتويج ليس فقط تفوقها العددي، بل انتماؤها إلى مدرسة عمومية، هي الثانوية الإعدادية سيدي بن حمدون، مما يعطي لهذا الإنجاز طابعًا خاصًا ورسالة قوية مفادها أن التميز ليس حكرًا على أبناء المدن أو المؤسسات الخاصة، بل هو ثمرة إرادة وطموح حينما يُزرع في بيئة حاضنة ولو كانت بسيطة الموارد.
هذا النجاح الباهر لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة اجتهاد مستمر، وتأطير تربوي مسؤول، ودعم أسري متين، حيث استطاعت سامية، بعزيمتها وإصرارها، أن تتحدى الصعوبات وتكسر الصور النمطية التي قد تُلصق بأبناء المناطق القروية.
سامية ليست فقط تلميذة نجيبة، بل هي أيقونة أمل، وشعلة مضيئة في مسار التربية والتعليم، ورسالة موجهة لكل تلميذ وتلميذة بأن النجاح متاح لكل من آمن بقدراته وسعى لتحقيق أهدافه.
ومن هذا المنبر، لا يسعنا إلا أن نوجه تحية إجلال وتقدير لهذه التلميذة المتألقة، مع خالص الامتنان لأسرتها التي دعمتها، ولأطر مؤسسة سيدي بن حمدون الذين رافقوها واحتضنوا موهبتها، فكانوا شركاء حقيقيين في هذا الإنجاز المشرف.
هنيئًا لكِ يا سامية، وهنيئًا لأبناء أولادعبو بك، وهنيئًا لإقليم برشيد بهذا النموذج المشرف الذي نعتز به جميعًا.
وليكن تألقك دافعًا لكل تلميذة وتلميذ يسير بخطى واثقة نحو النجاح.