توفيق مباشر
في إطار الدينامية التشاركية التي ينهجها إقليم قلعة السراغنة، ترأس السيد سمير اليزيدي، عامل الإقليم، يوم الأربعاء 9 يوليوز 2025، جلسة عمل موسعة مع أعضاء المجلس الجماعي لمدينة تملالت، وذلك بحضور السيد الكاتب العام للعمالة، وممثلي الإدارة الترابية، ورؤساء المصالح الخارجية، إلى جانب رئيس وأعضاء المجلس الجماعي.
يأتي هذا اللقاء في سياق ترسيخ مقاربة القرب والاستماع لمشاكل الساكنة، وتعزيز التواصل والتنسيق بين السلطات المحلية والمنتخبين من أجل تنزيل البرامج والمشاريع التنموية بالشكل الأمثل. وقد شكل الاجتماع فرصة حقيقية لتشخيص واقع المدينة، وتقديم مجموعة من الاقتراحات والمشاريع الطموحة التي تعكس انتظارات السكان واحتياجاتهم اليومية.
في كلمته التوجيهية، شدد السيد سمير اليزيدي على أهمية استحضار المصلحة العامة والابتعاد عن الحسابات الضيقة، داعياً المنتخبين إلى التحلي بروح المسؤولية والالتزام الجاد بخدمة ساكنة تملالت. كما أكد عامل الإقليم على استعداد مصالح العمالة للتعاون والتنسيق مع المجلس الجماعي، شريطة توفر الإرادة الحقيقية والجدية في العمل.
واعتبر السيد العامل أن المرحلة الراهنة تتطلب تعبئة شاملة من أجل تسريع وتيرة المشاريع التنموية، خاصة تلك المتعلقة بالبنية التحتية والتعليم والصحة، مبرزاً أن تحقيق التنمية الشاملة لا يمكن أن يتم دون تضافر جهود الجميع: سلطات، منتخبين، مجتمع مدني، ومواطنين.
من جانبه، استعرض السيد جمال كنيون، رئيس المجلس الجماعي لتملالت، حزمة من المشاريع التي تم إطلاقها أو برمجتها في إطار رؤية تنموية شاملة، أبرزها:
- إصلاح الطرقات القديمة وتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز.
- تحسين الإنارة العمومية لتوفير بيئة آمنة ومريحة.
- تدبير مفوض لقطاع النظافة، لتحسين جودة الخدمات البيئية.
- مشروع بناء إعدادية “النرجس” لتقليص الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية.
- هيكلة الدور الآيلة للسقوط تفادياً لأي أخطار تهدد الساكنة.
- مراجعة الرسوم المفروضة من طرف الوكالة الحضرية وضرورة احترام التزاماتها تجاه السكان.
كما شدد أعضاء المجلس على الحاجة إلى تحسين المرافق الصحية، والعمل على إحداث مركز صحي أو مستشفى محلي يستجيب للحاجيات المتزايدة للسكان، إلى جانب دعم قطاع التعليم من خلال تجهيز المؤسسات بالمعدات والموارد البشرية اللازمة.
في تفاعل مع مداخلات الأعضاء، أكد السيد العامل أن مصالح العمالة لن تدخر جهداً في مواكبة مختلف المبادرات الجادة، وأنها ستعمل على تتبع تنفيذ المشاريع التنموية بتنسيق مع جميع الشركاء المحليين. وأبرز أهمية الاستثمار في العنصر البشري وتحسين جودة الخدمات، باعتبار ذلك عاملاً حاسماً في تحقيق التنمية المستدامة.
يُعد هذا اللقاء نموذجاً عملياً لتفعيل مبدأ الحكامة الترابية والتدبير التشاركي، حيث عبّر جميع المتدخلين عن رغبتهم في العمل سوياً من أجل النهوض بمدينة تملالت وتحقيق تطلعات سكانها. فبناء تنمية محلية حقيقية، كما جاء في كلمات المتدخلين، لا يمكن أن يتم إلا من خلال تظافر الجهود واعتماد الحوار المستمر ومتابعة دقيقة للأوراش المفتوحة.
إن جلسة العمل التي ترأسها السيد سمير اليزيدي مع مجلس جماعة تملالت تجسد إرادة قوية لتفعيل الديمقراطية المحلية وتحقيق العدالة المجالية، حيث تم التأكيد على أهمية الالتزام الجاد والمسؤول من طرف الجميع من أجل خدمة المواطن وتحقيق التنمية المنشودة.
وبذلك، تبقى مثل هذه اللقاءات محطات محورية لتقويم السياسات المحلية وتجديد الالتزام تجاه الساكنة، في أفق تحقيق مدينة أكثر إشراقاً واستجابة لانتظارات أبنائها.