توفيق مباشر
تحمل بطاقة الصحافة المهنية يعتبر شرفاً كبيراً لأي صحفي، فهي تعكس الاحترافية والالتزام بمعايير الصحافة السليمة. لكن، يجب على الصحفي أن يدرك أن الاحترافية لا تقتصر فقط على وجود بطاقة صحافية، بل تتطلب أخلاقية عالية وممارسة صحفية صادقة وضوابط تنظيمية صارمة.
إن تعتبر البطاقة الصحفية مجرد وثيقة تمنح لصاحبها صلاحيات وامتيازات معينة دون احترام الأخلاقيات الصحفية والمبادئ الأساسية للعمل الصحفي، فإن ذلك يشوه صورة المهنة ويضر بسمعتها.
يجب للصحفي أن يتجنب استخدام بطاقته الصحفية لأغراض شخصية أو سياسية، وعدم التورط في الممارسات الغير أخلاقية مثل تحديد من يحق له الحديث ومن يمنع عن التعبير عن آرائهم.
وفقًا لدراسة نشرت في مجلة الصحافة والاتصال الجماهيري، فإن “تعريض الصحفيين للتدخل السياسي يؤدى إلى فقدان الثقة في وسائل الإعلام ويعرض سلامتهم الشخصية للخطر” (Smith, 2019).
بالتالي، يجب على الصحفيين أن يعيشوا وفقًا للمعايير المهنية والأخلاقية التي يجسدونها ويتنفذونها في عملهم اليومي. إن استغلال البطاقة الصحفية لأغراض شخصية أو سياسية يؤدي إلى فقدان الثقة واحترام الجمهور، وبالتالي يؤثر سلبًا على سمعة الصحافة ككل.
يجب على الصحفيين أن يدركوا أن الصحافة هي مهنة تقوم على مبادئ وأخلاقيات، وليس مجرد وثيقة بلاستيكية. يجب عليهم الحفاظ على الشرف والاحترافية في عملهم وعدم السماح بأي تدخل يؤثر على حياديتهم ومصداقيتهم كصحفيين.
تعتبر الشخصيات العامة في المجتمعات الحديثة محوراً للدراسة والتحليل، خصوصاً أولئك الذين يتولون مناصب حكومية ويشكلون جزءاً من النسيج الإداري للدولة. السيد سمير اليزيدي، عامل إقليم قلعة السراغنة، هو نموذج يُحتذى به في هذا السياق. يمتلك السيد سمير اليزيدي خلفية أكاديمية كدكتور في القانون العام، مما يجعله ليس فقط موظفًا حكوميًا، بل مثقفًا يفهم تعقيدات القوانين والتشريعات. وهذا ما يعزز قدرته على اتخاذ القرارات الحكيمة ومستندًا على أساس من المعرفة.
تعتبر التجارب والخبرات المتراكمة التي يمتلكها السيد سمير اليزيدي في مجاله، بمثابة درع يحميه من أي محاولات لإرباكه أو التأثير عليه عبر وسائل الإعلام الاجتماعي أو الحملات الإعلامية. في عصرٍ يظن العديدون فيه أن اللايفات والتدوينات قادرة على إملاء أجنداتهم، يُظهر السيد سمير اليزيدي تميزه بالتحكم في مسارات الأمور من خلال تواضعه وفتحه على الجميع. يبرهن على ذلك أن دعوات الأنشطة تصل لديوانه وهو الذي يقرر بحكمته ما هو الصواب وخيرٌ بالمصلحة العامة.
التواصل الذي يسعى الكثيرون إلى تحقيقه مع شخصيات مثل عامل الإقليم السيد سمير اليزيدي ليس جريمة أو خطأ سياسي، بل يعكس انفتاحه وتواضعه كسمة إيجابية. فالصورة التي تُلتقط مع السيد سمير اليزيدي أو الحديث معه ليست دليلاً على الاستغلال أو التسخيف، بل تعبير عن إمكانية الحوار والنقاش المبني على الاحترام المتبادل. هذه الروح تعد أساسًا لعلاقات قوية بين المواطن والإدارة، حيث يشعر المواطن بأنه مسموع ومُعتبر في عملية اتخاذ القرار.
ومع ذلك، تبرز بعض السلوكيات التي قد تعكس رؤية مُشوهة لبعض الأفراد، حيث تُشن حملات خفية على المواطنين بسبب اتخاذهم خطوة التواصل مع العامل. هذا النوع من التصرفات يُعتبر قمة العبث بالمهنة، فبدلاً من تعزيز الروابط الاجتماعية والإدارية، يتم تقويضها عبر نشر مشاعر التقسيم والعداوة. تلك الحملات تُظهر عدم نضج في فهم أدوار الدولة والمجتمع المدني، مما يستدعي إعادة تقييم للأولويات والبرامج التعليمية التي تسهم في تشكيل وعي المواطن.
يتضح أن السيد سمير اليزيدي يمثل نموذجاً للإدارة الحكيمة التي تعتمد على التواصل والانفتاح، مبتعدًا عن الانكفاء والتصعيد. ثبت أن الحكمة والتواضع هما الطريقان اللذان ينبغي على رجال الدولة اتباعهما لضمان نجاح عملهم واستمرار ثقة المواطنين بهم. ولعل دروس هذه التجربة تستحق التأمل من كافة القائمين على إدارة الشأن العام في جميع المجتمعات.
تعتبر الصحافة المهنية من أرقى المهن التي تتطلب مسؤولية كبيرة وإحساسًا عميقًا بالواجب. فالإعلامي الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يسعى إلى تقديم الحقائق دون تحيز أو محاولة لإقصاء أي طرف. إن الصحفي المهني يجب أن يتبنى قيمًا إنسانية وأخلاقية تجعله يتعامل مع جميع الأطراف بصورة موضوعية، بعيدًا عن الميولات الشخصية أو المصالح التي قد تؤثر على عمله.
إن الإقصاء هو من أشد الآفات التي قد تصيب مهنة الصحافة. عندما يتحدث الصحفي باسم فئة معينة أو يفرض آراءه على الجميع، فإنه يفقد دوره كحلقة وصل بين المجتمع وصانعي القرار. فمن الضروري أن يُعبر الإعلامي عن أصوات جميع أفراد المجتمع، سواء كانوا من العمالة أو من أي فئة أخرى. ويجب أن يعي الصحفي أن المواطنين يُظهرون احتياجاتهم وآمالهم، وأن مهمته ليست أن يختار من يُعطى الفرصة للتحدث، بل أن يفتح المنبر للجميع.
علاوة على ذلك، يُعد منح صكوك الوطنية أو التقسيمات المجتمعية انحرافًا عن مسار الصحافة المهنية. لا يحق لأي صحفي أن يقرر من هو الوطني ومن هو غير الوطني، بل يجب أن يسعى لتسليط الضوء على القضايا التي تهم الوطن والمواطن بأسلوب موضوعي. إن التركيز على الوطنية كوسيلة لممارسة السلطة أو الهيمنة يعد مسعى مرفوضا، وعلى الصحفي أن يتحلى بالنزاهة والحيادية.
كما يجب أن يبتعد الصحفي عن أي ممارسات تُعتبر تهديدًا للأفراد أو المجموعات. فالمهنية الصحفية ليست أداة لتصفية الحسابات الشخصية أو ممارسة ترهيب الأفراد. ففي غياب حرية التعبير والاحترام المتبادل، يمكن أن تفقد المجتمع أصواته وتضيع رسائله الأساسية. وهذا يتطلب من الصحفي أن يكون حذراً وأن يسعى لبناء بيئة تشجع الحوار والنقاش بدلاً من الإثارة والتحريض.
إن احتكار الحديث أو فرض الرؤى المعينة باسم الإقليم يعد أيضا خرقًا لمبادئ الصحافة الحقيقية. فمن الأهمية بمكان أن تُعكس جميع وجهات النظر المختلفة، وأن يُسامح للجميع بالتعبير عن آرائهم بما يسهم في إثراء النقاش العام. الإعلام يتصف بالتنوع، والمهنية الصحفية الحقيقية تتطلب الانفتاح على كل الآراء والاتجاهات.
إن الصحافة المهنية الحقيقية لا تعني فقط الحصول على المعلومات، بل تتجاوز ذلك إلى تقديمها بأمانة ودون تحيز. على الصحفيين أن يكونوا دعاة للحقيقة ونماذج للمسؤولية وألا يصبحوا أدوات للإقصاء أو التجريح. إذ أن مهنة الصحافة تتطلب الاحترام المتبادل والتفهم، ويجب على كل صحفي أن يكون حاميًا للحقائق وصوتًا لكل من يحتاج إليه.