✍️ تحرير: توفيق مباشر
شهدت مدينة بنسليمان يوم امس فتتاح معرض المنتجات المجالية، أحد أبرز محطات مهرجان بنسليمان 2025، في أجواء احتفالية تعكس روح الانتماء والاعتزاز بالتراث المحلي. وتميزت هذه التظاهرة بحضور رسمي يتقدمه عامل إقليم بنسليمان، السيد لحسن بوكوطة، إلى جانب عدد من المنتخبين، الفاعلين المحليين، وممثلي التعاونيات والجمعيات المهنية.
يشكل المعرض منصة للترويج للمنتجات المحلية التي تعكس هوية الإقليم وتنوع موارده الطبيعية والثقافية، حيث يعرض الفلاحون والحرفيون والصناع التقليديون مجموعة واسعة من منتجاتهم أمام الزوار، في لقاء مباشر مع الجمهور يشجع على التفاعل والتسويق والتبادل.
ويضم المعرض أروقة مخصصة للمنتجات الفلاحية، من زيت الزيتون والعسل الطبيعي إلى الأعشاب العطرية والتمور، فضلًا عن الحرف اليدوية من فخار ومنسوجات وزربية تقليدية ومنتجات جلدية وخشبية، بالإضافة إلى الأطباق التقليدية التي تبرز النكهات الأصيلة للمنطقة.
كما يتخلل المعرض برنامج متنوع يتضمن ورش عمل تطبيقية، ندوات حول تسويق المنتوجات المحلية، وعروض فنية تراثية، مما يجعل من هذه التظاهرة مناسبة ثقافية واقتصادية في آنٍ واحد. وتُعد هذه الأنشطة فرصة لتبادل الخبرات بين العارضين، وتعزيز قدراتهم في مجالات التسويق والتعبئة وتحسين الجودة.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد السيد لحسن بوكوطة على أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تكرّس مفهوم الاقتصاد التضامني والاجتماعي، مبرزًا أن رهان التنمية المجالية يمر عبر تثمين المؤهلات المحلية، وتشجيع المقاولات الصغيرة والمتوسطة، خاصةً في العالم القروي.
وأوضح المتحدثون من داخل المعرض أن هذا الحدث لا يقتصر على العرض والترويج، بل يسهم في خلق شبكة تواصل بين المنتجين، الموزعين، والمؤسسات الداعمة، ما يعزز فرص التعاون والشراكة لتنمية القطاع وتحقيق الاستدامة.
وقد أشاد الزوار بجودة المنتجات المعروضة وبتنظيم الفعالية، مؤكدين على أهمية استمرار هذا النوع من المبادرات، التي تُسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي وتدعيم الاقتصاد المحلي، إلى جانب دورها في تحفيز الشباب على الانخراط في مشاريع تنموية مبنية على استثمار مؤهلات الجهة.
ويستمر معرض المنتجات المجالية إلى غاية 20 غشت الجاري، وهو مفتوح في وجه العموم من مختلف الأعمار، ليمنحهم فرصة لاكتشاف غنى وتنوع تراث إقليم بنسليمان، في تجربة حية تمزج بين التسوق والتذوق والثقافة.
ومع مواصلة فعاليات مهرجان بنسليمان، فإن هذا المعرض يبقى من أبرز محطاته، باعتباره تجسيدًا ملموسًا لمقاربة التنمية المحلية المندمجة، ورمزًا لصمود الفلاحة التقليدية والصناعات اليدوية في وجه تحديات العصر.