
ميلودة جامعي
شرعت وزارة النقل واللوجستيك بالمغرب في تثبيت رادارات ألمانية متطورة على عدد من المحاور الطرقية الرئيسية، وذلك في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز السلامة الطرقية والرفع من فعالية المراقبة المرورية، في ظل ارتفاع الحوادث الناجمة عن السرعة المفرطة وعدم احترام قوانين السير.
الرادارات الجديدة، التي تم تطويرها من قبل شركة Vitronic الألمانية، تُعد من أحدث الأنظمة المستخدمة عالميًا في مجال الرصد الآلي لحركة المرور. وتكمن أهميتها في قدرتها على مراقبة حركة السير في الاتجاهين باستخدام جهاز واحد فقط، ما يُغني عن ضرورة استعمال رادارين متقابلين، ويوفر تغطية أكثر كفاءة بأقل عدد من الأجهزة.
وتتميز هذه الرادارات بتكنولوجيا تصوير دقيقة تُمكّنها من رصد المركبات بحسب المسار، وتحديد السرعة المسموح بها بشكل منفصل لكل حارة من الطريق. على سبيل المثال، يمكن ضبط السرعة في المسار الأيسر على 120 كلم/س، بينما تحدد في المسار الأوسط بـ90 كلم/س، وفقًا لنوع المركبة ومستوى الخطورة.
ومن الجوانب الأمنية البارزة، أن هذه الأجهزة مزوّدة بآلية إنذار داخلي متقدمة، يتم تفعيلها تلقائيًا في حال تعرضها لأي محاولة تخريب أو اعتداء، حيث يتم إشعار السلطات المختصة في الحين، ما يُوفر حماية ذاتية لهذه التجهيزات الحيوية.
ولا تقتصر مهام الرادارات على مراقبة السرعة فقط، بل تشمل أيضًا تمييز أنواع المركبات مثل السيارات الخفيفة، الشاحنات، والحافلات، وهو ما يسمح بتطبيق القوانين الخاصة بكل فئة مركبة بدقة وفعالية، وبالتالي الحد من التجاوزات المرتكبة من قبل بعض السائقين غير الملتزمين.
وتندرج هذه الخطوة ضمن الإستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية 2025، التي تهدف إلى تقليص عدد القتلى والجرحى على الطرق المغربية، من خلال استخدام حلول تكنولوجية متقدمة، وفرض الرقابة الصارمة على الطرق الأكثر خطورة.
ومن المرتقب أن تُعمم هذه الرادارات على مختلف الشبكات الطرقية بالمملكة، خاصة بالنقاط السوداء ومقاطع الطرق التي تعرف حركة مرورية كثيفة، ما سيساهم في إرساء ثقافة السير الآمن، وتحقيق انضباط أكبر لدى مستعملي الطريق.