ميلودة جامعي
في أمسية من أمسيات العرائش العابقة برائحة البحر وعبق التاريخ، علت أصوات الساكنة مساء السبت 19 يوليوز 2025، مطالبة بإعادة الاعتبار لأحد أبهى معالم المدينة وأكثرها رمزية: الشرفة الأطلسية “Balcon Atlantico”. هذه النافذة المطلة على المحيط، التي كانت في ما مضى ملتقى للعشاق والحالمين ومصدر فخر لأبناء المدينة، باتت اليوم عنوانًا للإهمال والتدهور.
الشرفة الأطلسية، التي كانت تُعدّ من أجمل النوافذ البحرية في شمال المملكة، أصبحت في السنوات الأخيرة ضحية لصمت طويل من الجهات الوصية، واختفت من أجندات التهيئة الحضرية رغم رمزيتها وجاذبيتها السياحية. وأمام هذا الواقع، تحركت جمعيات المجتمع المدني ونشطاء من المدينة لإطلاق نداءات استغاثة، داعين إلى تدخل عاجل من أجل إنقاذ هذا الفضاء قبل أن يتحوّل إلى مجرد ذكرى في صور قديمة.
على منصات التواصل الاجتماعي، أطلق المواطنون وسم #أنقذوا_الشرفة_الأطلسية، في محاولة للضغط الرمزي وإثارة انتباه المسؤولين. واعتبر المشاركون أن المسألة تتجاوز البُعد الجمالي أو السياحي، لتصبح قضية كرامة وهوية، إذ لا يمكن لمدينة بحجم وتاريخ العرائش أن تسمح بفقدان معلم يمثل الرابط الحي بين الإنسان والمحيط، بين الماضي والمستقبل.
وفي تصريحات متفرقة، أكد عدد من الفاعلين المحليين أن الشرفة الأطلسية يمكن أن تتحول إلى مركز جذب سياحي وثقافي إذا ما تم ترميمها وتأهيل محيطها، وربطها بمسارات تراثية وسياحية تعكس غنى المدينة وتنوعها الطبيعي والمعماري.
وينتظر الشارع العرائشي، اليوم، من السلطات المحلية والجهات المنتخبة ووزارة الثقافة والسياحة، خطوات فعلية تترجم وعود الحفاظ على الموروث إلى مشاريع ملموسة، تعيد للـ”Balcon Atlantico” ألقه، وتمنح للعرائش متنفسًا جديدًا في مسارها التنموي والبيئي.
فهل تصل هذه الصرخات إلى الآذان الصاغية، أم ستضيع كما ضاعت أحلام كثيرة على ضفاف الأطلسي؟