قاسم حدواتي – فجيج
في إطار حرصه المتواصل على تحسين ظروف عيش ساكنة المناطق الحدودية والنائية، قام السيد عامل إقليم فجيج بزيارة ميدانية مهمة إلى قصر إيش، التابع ترابياً لجماعة بني كيل والمتواجد على الحدود المغربية الجزائرية، حيث عقد لقاءً تواصلياً مباشراً مع سكان القصر من أجل الوقوف على انشغالاتهم وانتظاراتهم الاجتماعية والتنموية.
وتندرج هذه الزيارة في سياق الرؤية الشاملة التي تعتمدها السلطة الإقليمية في إقليم فجيج، والمرتكزة على الإنصات القرب، والتدخل الميداني، والتنمية المندمجة، لاسيما في المناطق التي تعاني من الهشاشة والبعد الجغرافي.
وفي بادرة ذات بعد إنساني واجتماعي، تم تسليم سيارة إسعاف مجهزة لفائدة ساكنة قصر إيش، وذلك في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي – محور التنمية القروية، بهدف تقريب الخدمات الصحية وتحسين شروط الولوج إليها، خصوصًا في منطقة حدودية يصعب فيها التنقل نحو المراكز الصحية الحضرية.
وتعد هذه المبادرة خطوة نوعية في سبيل تعزيز البنية التحتية الصحية المحلية، وتسهيل الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية في ظروف مناسبة تحفظ كرامة المواطنين.
كما تميزت الزيارة بتوزيع ألبسة رياضية على أطفال القصر، في خطوة تروم تشجيع الممارسة الرياضية لدى الناشئة، وتحفيزهم على الاندماج الاجتماعي الإيجابي، خاصة في بيئة تفتقر للبنيات الترفيهية والرياضية.
وبتعليمات من السيد العامل، رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، نظمت منصة الشباب لإقليم فجيج لقاءً تواصليًا مع شباب قصر إيش، تم خلاله تقديم عرض شامل حول الخدمات التي تقدمها المنصة، خصوصًا في ما يتعلق بفرص التشغيل الذاتي والمواكبة والدعم.
وقد ركز اللقاء على البرنامج الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، حيث تم اطلاع الشباب على سبل الاستفادة من المواكبة، التكوين، والتمويل في إطار مشاريع مدرة للدخل ومبادرات مقاولاتية صغرى.
وتأتي هذه المبادرات لتؤكد التوجه التنموي التشاركي الذي تنهجه عمالة إقليم فجيج، والذي يضع الإنسان في قلب الأولويات، ويعتمد سياسة القرب والاستماع والفعالية، من خلال إجراءات ملموسة تهم البنيات الأساسية، تمكين الشباب، وتحسين شروط العيش بالمجال القروي والحدودي.
قصر إيش، رغم موقعه الجغرافي الصعب، يجد اليوم مكانه على خارطة التنمية المحلية، في ظل إرادة قوية من السلطات الإقليمية لتغيير الواقع وتحقيق الإنصاف المجالي والاجتماعي.