تحرير: أسامة اعنيبة
تقع جماعة لوداية ضمن النفوذ الترابي لعمالة مراكش، وتُعد واحدة من الجماعات القروية التي تشهد نموا ديمغرافيا مطّردًا، حيث تجاوز عدد سكانها 33 ألف نسمة، وفق آخر الإحصاءات الرسمية. موقعها الجغرافي على الطريق الوطنية رقم 8 يمنحها مؤهلات استراتيجية للتطور، غير أن الواقع التنموي لا يزال يئن تحت وطأة التأخر والبطء في الإنجاز.
تشكو الساكنة من تدهور الطريق المؤدية إلى المستوصف الصحي المحلي، التي باتت غير صالحة للاستعمال في بعض مقاطعها، بفعل الحفر والانهيارات المتكررة في طبقة الإسفلت، رغم ترميمات لم تصمد سوى لأشهر.
كما أن الوعود التي أطلقها المجلس الجماعي بتأهيل محيط ثانوية ابن المعتز والطريق نحو دوار أولاد عقيل، بقيت دون تنفيذ، ما عمّق معاناة التلاميذ والأطر التربوية، خصوصًا في فترات الأمطار.
في جانب إيجابي، وفّرت الجماعة حافلة للنقل المدرسي لفائدة تلاميذ دواري غار الطور والتويندية، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو ما لاقى ترحيبًا في الأوساط المحلية.
غير أن هذا الإجراء لا يغطي سوى جزء بسيط من الخصاص، في ظل غياب نقل عمومي منتظم وطلب متزايد من باقي الدواوير، ما يضعف فرص التمدرس، خاصة لدى الفتيات.
باشرت الجماعة إنجاز مشاريع لتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب والتطهير السائل، إلا أن وتيرة الأشغال البطيئة تثير استياء السكان، الذين يشتكون من تسربات متكررة وانقطاعات مزمنة في التزويد.
وقد تم اختيار موقع بدوار احمر لبناء خزان مائي جديد، بشراكة مع مجلس جهة مراكش آسفي، غير أن المشروع ما يزال قيد الدراسة، ما يؤخر الاستفادة الفعلية.
في زيارة ميدانية حديثة، اقترح مسؤولون إقامة حي صناعي بمنطقة خميس على مساحة 50 هكتار، في محاولة لخلق دينامية اقتصادية جديدة وتوفير مناصب شغل، خاصة مع تراجع النشاط الفلاحي بسبب الجفاف.
ويحظى المشروع بدعم والي جهة مراكش آسفي، ويُنتظر أن يكون قاطرة تنموية حقيقية في حال تفعيله، شرط توفر رؤية واضحة وجدولة دقيقة للتنفيذ.
تقف جماعة لوداية اليوم أمام مفترق طرق حاسم:
بين مشاريع واعدة قد تُحدث تحولًا تنمويًا جذريًا، وواقع إداري هش يُهدد بإجهاض الآمال، وسط انتظارات ساكنة أنهكها التهميش وسئمت من التسويف.
فهل تنجح الجماعة في تجاوز العقبات وتفعيل وعودها، أم تظل هذه الوعود حبراً على ورق في زمن تعجّ فيه الخطابات وتغيب فيه الأفعال؟
الجواب سيحدده إيقاع التنفيذ، ومدى مصداقية الالتزامات أمام تطلعات السكان.