الدفعة الثانية من المساعدات المغربية العاجلة تعبر عن تضامن راسخ مع الشعب الفلسطيني.

3 أغسطس 2025Last Update :
الدفعة الثانية من المساعدات المغربية العاجلة تعبر عن تضامن راسخ مع الشعب الفلسطيني.

بقلن برحايل عبد العزيز.

في خطوة تجسد عمق التضامن الإنساني والديني مع القضية الفلسطينية، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، تعليماته السامية لإرسال دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني، وذلك عبر ثلاث طائرات عسكرية مغربية انطلقت نحو الأراضي الفلسطينية.

وتأتي هذه المبادرة النبيلة استمرارًا للجهود المغربية الموصولة لدعم الأشقاء الفلسطينيين، لاسيما في ظل الأوضاع المأساوية التي تشهدها العديد من المناطق، حيث تزداد الحاجة إلى الدعم الغذائي والطبي واللوجستي. وقد تضمنت هذه الدفعة مساعدات متنوعة شملت مواد غذائية أساسية مثل القمح، والأرز، والزيت، والسكر، إلى جانب مواد معبأة جاهزة للاستهلاك، فضلًا عن مستلزمات طبية عاجلة تشمل أدوية للأمراض المزمنة، ومعدات صحية أساسية، ووسائل للرعاية الخاصة بالأمهات والأطفال. كما ضمت الشحنة مساعدات شتوية لمواجهة قسوة الظروف المناخية، من بينها البطانيات، والملابس، والخيام المخصصة للنازحين.

ولتأمين وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها في أفضل الظروف، تم التنسيق المسبق مع الهلال الأحمر المغربي، واللجان الشعبية الفلسطينية، وعدد من منظمات الأمم المتحدة العاملة في القطاع، بهدف توزيعها على العائلات النازحة، والجرحى والمصابين، وكذلك الأطفال والأرامل الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية حرجة.

وقد لقيت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية، حيث وصف رئيس الوزراء الفلسطيني هذه المبادرة بأنها “تجسيد حقيقي لمعاني الأخوة والتضامن العربي”، مشيدًا بثبات الموقف المغربي تجاه القضية الفلسطينية، وبالدور الريادي لجلالة الملك على رأس لجنة القدس. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تفاعل عدد كبير من النشطاء مع المبادرة، عبر وسم “#المغرب_مع_فلسطين”، معربين عن اعتزازهم بهذه المبادرات الإنسانية النابعة من مواقف تاريخية ثابتة.

وتكتسي هذه المبادرة أهمية خاصة بالنظر إلى تفاقم الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، في ظل الشح الكبير في الموارد، والانهيار المتسارع للخدمات الصحية، ما يجعل من هذه المساعدات طوق نجاة للآلاف من الأسر المتضررة. كما تنسجم مع الثوابت التي تقوم عليها السياسة الخارجية للمملكة المغربية، والمبادئ التي يحرص جلالة الملك على تجسيدها في الميدان، وفي مقدمتها الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إطار احترام الشرعية الدولية.

ويأتي هذا الدعم استمرارًا لمسار طويل من المواقف المغربية الثابتة، حيث كان المغرب، ولا يزال، من أبرز الدول التي توازن بين علاقاتها الدولية ومواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية، محافظًا على دعم متواصل للقدس الشريف، سواء عبر لجنة القدس أو من خلال تمويل مشاريع تنموية لفائدة المقدسيين. كما تخصص المملكة سنويًا اعتمادات مهمة لفائدة البرامج الاجتماعية والتعليمية والصحية بالقدس، مما يعكس التزامًا ملموسًا تجاه المدينة ومقدساتها.

وتؤكد المملكة المغربية، من خلال هذه المبادرة الجديدة، عزمها على مواصلة هذا النهج التضامني، عبر تكثيف إرسال المساعدات الإنسانية، ودعم مشاريع التنمية المستدامة، وتعزيز الشراكة في المجال الصحي والاجتماعي مع الجهات الفلسطينية المختصة، في إطار رؤية شمولية تُعلي من قيمة الإنسان وتحترم كرامته.

وتجسد هذه الخطوة الملكية أبعادًا إنسانية وسياسية وروحية متكاملة، تعكس مدى التزام المغرب، ملكًا وشعبًا، بقضية عادلة تتجاوز الاعتبارات الظرفية، وتؤكد مرة أخرى أن التضامن مع فلسطين لا يُقاس بالشعارات، بل بالفعل الميداني المستمر والهادف.
.

اترك رد

Breaking News