يستعد المخرج إدريس الروخ لخوض تجربة درامية جديدة عبر مسلسل ناطق بالأمازيغية، من المرتقب عرضه على القناة الثامنة “تمازيغت”، وذلك بعد انتهائه مؤخرًا من تصوير مسلسل “البراني” لصالح القناة الثانية.
ويبدو أن الروخ يحجز لنفسه مكانًا بارزًا في الموسم التلفزيوني المقبل، إذ يحضر بثلاثة أعمال دفعة واحدة، اثنان منها في طور ما بعد الإنتاج، فيما الثالث قد يُبرمج ضمن شبكة برامج رمضان 2026، في انتظار قرار لجان البرمجة بالقنوات المغربية.
ويغوص المسلسل الأمازيغي الجديد في أعماق جبال الأطلس المتوسط، كاشفًا عن قصة إنسانية تمتزج فيها الأبعاد النفسية والاجتماعية، داخل قرية نائية تسكنها ذاكرة مثقلة بالندوب وأسرار الماضي. وتنطلق الحبكة بوصول رجل غريب إلى هذه القرية المعزولة، لا يعرفه أحد، لكنه يبدو على دراية بتفاصيل دقيقة عن أهلها، ليشرع في كشف حقائق مدفونة تزعزع التوازنات الهشة، وتطرح أسئلة عميقة حول الهوية والانتماء والعدالة.
العمل يقدم مشاهد بصرية آسرة، صُورت بين مدينتي إفران وأزرو، وسط الطبيعة الجبلية الخلابة، ويشارك فيه ثلة من الأسماء الفنية المعروفة، من بينهم حميد باسكيط، وهند السعديدي، وعبد الإله رشيد، ومراد حميمو، وسعاد حسن، وكمال حيمود، وحسناء مومني، ورباب كويد، وكريم بولمال، وصوفيا بن كيران، ومنصور بدري.
وفي خضم هذه الاستعدادات، يُسجَّل للروخ حضوره اللافت في الفترة الأخيرة من خلال عرض سلسلة “Bag” (La Brigade Anti-Gang)، التي تناولت، بأسلوب بوليسي مشوّق، عمل فرقة أمنية متخصصة في محاربة الجريمة داخل مدينة الدار البيضاء. وقد تطرقت السلسلة إلى العمليات الأمنية وتعقب العصابات، من خلال مقاربة مزدوجة تجمع بين التشويق والتحليل النفسي والاجتماعي لأفراد الفرقة، وما يواجهونه من تحديات في التوفيق بين مهامهم المهنية وحياتهم الشخصية.
السلسلة سلطت الضوء أيضًا على الخلية الأمنية التي تتابع مختلف الجرائم، من سرقة وتزوير ومخدرات، وصولًا إلى جرائم القتل المنظمة، عبر خيط درامي متماسك يكشف الأبعاد الإنسانية وراء العمل الشرطي.
بهذه الأعمال المتنوعة، يواصل إدريس الروخ ترسيخ بصمته الخاصة في الدراما المغربية، من خلال اختيارات فنية تمزج بين العمق الإنساني والحبكة المشوّقة، في انتظار ما ستفرزه برمجة القنوات الوطنية لموسم رمضان المقبل.