في مشهد مهني وسياسي لافت، جسّد وفد المحامين المغاربة المشارك في الدورة الثانية لاتحاد المحامين العرب، المنعقدة بالعاصمة التونسية، صورة مشرقة للدبلوماسية المغربية، مؤكدين حضورهم المتميز على مستوى الفكر والمرافعة والموقف.
الوفد المغربي، الذي ضم أسماء وازنة من هيئات المحامين عبر ربوع المملكة، لم يقتصر دوره على الحضور الشكلي، بل انخرط بفعالية في أشغال الاتحاد، مقدماً مداخلات ومقترحات تعكس العمق القانوني والثقافي للمغرب، وتبرز في الوقت ذاته صلابة مواقفه الوطنية.
وقد أشاد المشاركون العرب بقدرة المحامين المغاربة على الجمع بين المهنية الرفيعة والروح الوطنية، حيث حملوا قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، دون إغفال الدفاع عن الثوابت الوطنية للمملكة، وفي طليعتها قضية الوحدة الترابية.
هذا التألق لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة تقاليد راسخة في تاريخ المحاماة المغربية، التي لطالما لعبت أدواراً في الدفاع عن القيم التحررية والإنسانية، وحملت رسالة المغرب إلى المحافل الدولية والعربية.
وبمشاركتهم الفاعلة، أعاد المحامون المغاربة التأكيد على أن الدبلوماسية ليست حكراً على وزارات الخارجية، بل هي أيضاً فعل مدني ومهني، يمارس من قلب قاعات المؤتمرات، بذكاء الخطاب وعمق الحجة وقوة الموقف.
تونس شهدت خلال هذه الدورة لحظات حوارية رفيعة المستوى، كان فيها الصوت المغربي واضحاً، ثابتاً، وذا صدى يتردد في أرجاء الاتحاد، مؤكداً أن المغرب يملك من الكفاءات ما يجعل حضوره في أي محفل عربي أو دولي حضوراً فاعلاً ومؤثراً.