ابتسام لشكر: النرجسية تلبس قناع النضال الحقوقي.

4 ساعات agoLast Update :
ابتسام لشكر: النرجسية تلبس قناع النضال الحقوقي.

بقلم برحايل عبد العزيز

في مشهد يختلط فيه الحق بالضجيج، تتحول الناشطة المغربية ابتسام لشكر إلى نموذج صارخ للاستعراضية التي تتخفى وراء شعارات التحرر. ما نراه ليس نضالاً حقيقياً من أجل المثليين، بل عرضاً مكشوفاً للأنانية، حيث تصبح القضية مجرد ذريعة للظهور الإعلامي، والضحايا الحقيقيون هم من تدّعي الدفاع عنهم.

تتقن لشكر لغة الصدمة والإثارة، فتختار بعناية كل حركة تثير الغضب، وكل عبارة تخدش المشاعر، وكل صورة تلهب الحساسيات الدينية للمغاربة. وظهورها بقميص كتب عليه “الله مثلي” لم يكن دفاعاً عن حقوق المثليين، بل استفزازاً مقصوداً هدفه الأول إبقاء اسمها على شفاه الجميع، بغضّ النظر عن الثمن.

المأساة تكمن في أن هذه الضجة لا تخدم إلا ذاتها، فبينما تتصدر هي العناوين، يدفع المثليون العاديون الثمن. أولئك الذين يرغبون فقط في العيش بسلام يصبحون ضحايا لاستعراضاتها، والمجتمع الذي كان يمكن أن يتقبلهم تدريجياً يزداد تشدداً بسبب هذه الاستفزازات المتعمدة.

والأصل في أي مجتمع ديمقراطي أن تعارض الأقلية ضمن احترام إرادة الأغلبية، وأن تقوم علاقة متوازنة قوامها الاحترام المتبادل بين الطرفين. هذا الاحترام هو ركيزة الديمقراطية الحقيقية، وهو ما يُفترض أن يترسخ في المغرب حيث يعيش الجميع في وئام وتقدير متبادل. غير أن ابتسام لشكر، بأسلوبها الاستفزازي، أخلّت بهذا المبدأ وتجاوزت حدود الحوار الديمقراطي، لتضع نفسها على هامش أي مقاربة تحترم التعددية وقبول الآخر.

الحقيقة المرة أننا أمام نرجسية متخفية في ثوب الناشطة. فالنضال الحقوقي الحقيقي يتطلب الحكمة والصبر، لا الصراخ والاستفزاز؛ يتطلب بناء الجسور، لا حرقها؛ ويقتضي وضع الضحايا في المقدمة، لا استخدامهم كوقود للشهرة الشخصية.

في النهاية، القضية ليست في جدوى هذه الأساليب بقدر ما هي في دوافعها الحقيقية. فالنضال الجاد لا يحتاج إلى مهرجين إعلاميين، بل إلى رجال ونساء يعملون بصمت وإخلاص من أجل التغيير الإيجابي، بعيداً عن توظيف المعاناة الإنسانية لأغراض شخصية.

اترك رد

Breaking News