في أجواء تعبق بعبق التاريخ ودفء الانتماء، تستعد جماعة أولاد اشبانة، بشراكة مع جمعية الفروسية التقليدية وجمعيات المجتمع المدني، لإطلاق فعاليات مهرجان أولاد اشبانة في نسخته الرابعة، وذلك من 11 غشت إلى 17 منه 2025، تحت شعار “جميعا من أجل استمرار مهرجان أولاد اشبانة”، تزامنًا مع الاحتفال بعيد العرش المجيد، ذكرى البيعة المتجددة بين العرش العلوي والشعب المغربي الوفي.
قبيلة أولاد اشبانة، المعروفة بكرمها وأصالتها ووفائها لقيم التضامن، جعلت من هذا الموعد السنوي فرصة لتجديد الروابط بين أبنائها، وإحياء تقاليد الفروسية التي تمثل جزءًا من هويتها التاريخية. هنا، لا تُقدَّم الفروسية كفرجة فحسب، بل كرسالة متوارثة عن الآباء والأجداد، تحكي عن شجاعة الفرسان، ونبل الخصال، وارتباط الإنسان بأرضه.
رئيس الجماعة، وهو أحد أبناء هذه القبيلة العريقة، لم يخفِ فخره واعتزازه بالمهرجان، مؤكدا أن هذا الحدث ليس مجرد نشاط احتفالي، بل هو مساحة للتعريف بتراث المنطقة، ودعم المبادرات التنموية، وتعزيز صورة أولاد اشبانة كقبيلة متشبثة بجذورها، ومنفتحة على المستقبل. وقد أثمرت جهوده، بتعاون مع الساكنة، عن تحقيق منجزات تنموية ملموسة، من تحسين البنية التحتية إلى دعم الأنشطة الثقافية والرياضية.
ولأن المناسبة تتزامن مع عيد العرش، فإن أهل أولاد اشبانة، قيادة وسكانًا، يعبرون في هذه اللحظة عن تشبثهم الراسخ بالعرش العلوي المجيد، وفخرهم بما تحقق في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مجددين العهد على مواصلة الإسهام في مسيرة البناء والنماء، بنفس الحماس الذي ورثوه جيلاً بعد جيل.
هكذا، سيكون مهرجان أولاد اشبانة الرابع موعدًا لا يقتصر على استعراض الخيول والبنادق، بل سيمتد ليكون احتفالًا بالهوية، والتاريخ، والانتماء، ورسالة حب ووفاء للوطن والعرش، من قلب قبيلة ما زالت تؤمن أن الأصالة ليست حنينًا إلى الماضي فقط، بل قوة تدفع نحو المستقبل.