شهدت سوق انتقالات اللاعبين في الدوري المغربي للمحترفين إقبالا كبيرا من قبل الأندية، خاصة تلك المعتادة على المنافسة على الألقاب، مع استمرار الزخم الذي ميز ميركاتو الموسم الماضي. واستفادت أندية الدوري الـ16 من فرصة تعزيز صفوفها، ما أدى إلى تسجيل ما يقارب 100 صفقة جديدة قبل أيام قليلة من انتهاء آجال فترة الانتقالات الصيفية، المحددة في 25 أغسطس الجاري.
الجيش الملكي وأولمبيك آسفي في صدارة التعاقدات
برزت أندية أولمبيك آسفي، حامل لقب كأس العرش، والجيش الملكي وصيف الدوري، وحسنية أغادير، على رأس الأكثر نشاطًا في سوق الانتقالات الصيفية. فعلى سبيل المثال، ضم أولمبيك آسفي 7 لاعبين جدد من بينهم المهاجم السنغالي موسى كوني والحارس عماد عسكر، فيما سجل الجيش الملكي أكبر عدد من التعاقدات بإضافة 11 لاعبا، من بينهم محسن بوريكة، جمال الشماخ، الحارس رضا التكناوتي، إلى جانب استعادة رضا سليم بعد تجربة قصيرة مع الأهلي المصري. أما حسنية أكادير، فقام بتعزيز صفوفه بعدد من اللاعبين الجدد أبرزهم كابرال يوكليديس والمهاجم الفرنسي أونج فريدي بلومان.
وبخصوص الرجاء الرياضي، ثاني أكثر الأندية تتويجًا بالألقاب، فقد أبرم النادي 8 صفقات جديدة، من بينها أيوب مولوع وبلال آيت الشيخ قادمين من هولندا، فضلاً عن معاد الضحاك وبدر بانون. وأوضح المدرب المساعد للرجاء خالد المولهي أن الموجة الحالية من التعاقدات تعكس رغبة الأندية في تحسين نتائجها محليًا وقاريًا، لا سيما تلك المشاركة في المسابقات الإفريقية الموسم المقبل.
تباين الأهداف والخيارات التكتيكية
تنوعت استراتيجيات الأندية في اختيار اللاعبين بين المغاربة العائدين من تجارب خارجية والأجانب والحاصلين على الجنسية المزدوجة، إلى جانب لاعبين من مراكز التكوين بالدرجة الثانية. ويأتي ذلك في سياق سعي الأندية لتعزيز خطوطها ومراكزها الأساسية، وضمان رصيد يسمح للمدربين بالمنافسة على المراتب الأولى.
وأكد أمير عبدو، المدرب الجديد لحسنية أكادير، أن التعاقدات تهدف لمعالجة الصعوبات التي واجهها الفريق الموسم الماضي، مع التركيز على إنهاء الموسم المقبل ضمن المراكز الخمسة الأولى. بينما شدد رئيس نادي الوداد هشام آيت منا على ضرورة مواصلة البحث عن لاعبين لتعزيز المنافسة على لقب الدوري بعد الابتعاد عن منصات التتويج في المواسم الأخيرة، مشيرًا إلى أن بعض الوافدين في كأس العالم للأندية لم يقدموا الإضافة المرجوة، ما فتح المجال أمام صفقات جديدة قبل غلق الميركاتو.
إن موسم الانتقالات الصيفية في الدوري المغربي لهذا العام يعكس طموحات متباينة بين الأندية، ويؤكد رغبتها الجامحة في المنافسة على الألقاب محليًا وقاريًا، رغم التحديات المالية والضغوط المترتبة على تكوين الشبان والمحافظة على الاستقرار الفني.