آية الاجراوي
منذ مروره أكثر من عامين على زلزال قوي ضرب إقليم الحوز (2023)، لا تزال آثار الكارثة حاضرة في حياة آلاف الأسر التي فقدت المنازل، أو تعيش في خيام مؤقتة، تنتظر تنفيذ وعود إعادة الإعمار.
في غضون ذلك، تستمر المشاريع الكبرى المرتبطة بالرياضة — من ملاعب وتجهيزات مرحلية — في جذب التمويل بسرعة واهتمام، تحضيرًا لاستضافة منافسات مهمة مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.
متضرّو الزلزال يعبرون عن استياء واسع من التفاوت الظاهر في السرعة والقدر بين ما يُصنَّف من مشاريع رياضية ضخمة تُنجَز بسرعة وإعلانات ضخمة، وبين تأخّر حلول سكنية لمتضررين ما زالوا يعانون من البرد، من الأمطار، ومن ظروف صعبة جدًا في بعض المناطق الجبلية.
إحدى التنسيقيات من الناجين أكدت أن عددًا من الأسر في الحوز لم تبدأ بعد عملية إعادة بناء منزلها، رغم مرور هذه المدة الطويلة، بينما تشكو من صعوبة الحصول على الدعم الكافي، أو من إشكالية في توزيع المساعدات، خصوصًا في الدواوير البعيدة.
أما من الجانب الحكومي، فيُطرح أن وُرُود مبالغ معتبرة في مشاريع البنية التحتية الرياضية ليس مقصودًا بها التقليل من النساء والرجال الذين فقدوا مساكنهم، بل ضمن استراتيجية وطنية لتعزيز البُنى التحتية والاستعدادات لمواعيد دولية رياضية كبيرة.
لكن المتضرّرين يطرحون أسئلة جوهرية:
• لماذا الفوارق الكبيرة في الزمان بين إنجاز الملاعب وبين استكمال بناء المساكن؟
• ما المعايير التي تُحدد أولويات المقاولات والمناطق التي تُخدم أولًا؟
• كيف يمكن ضمان الشفافية والمساءلة في توزيع الدعم؟
• ومتى سيغادر آخر النازحين الخيام لتسكنهم البيوت المُعَدَّة رسميًّا؟